الشاعر ياسين حمود

الوطن والأرض والمرأة ثالوث يمزجه الشاعر ياسين حمود في قصائده التموزية ويعتبره واحداً فلا يمكن فصل عطاء الأرض والوطن عن الأم التي تعطي بلا حدود دون أن تنتظر الشكر والعرفان.

الشاعر حمود أوضح في حوار مع سانا الثقافية أنه تعلق في بداياته ب الشعر الجاهلي وشعراء التصوف مثل منتجب الدين العاني كما قرأ الأدب الأوروبي الغربي والروسي إضافة إلى الأدب المهجري وخاصة لغة جبران وأدبه وخياله المجنح وكان لثقافته الممزوجة بين الأدب التقليدي والغربي أثراً كبيراً على شعره “فهذه الألوان جميعها تتزاوج فتنجب مزيجاً خاصاً يشبه صاحبه”.

وأشار حمود إلى أن البعض يخلط بين الشعر التقليدي والعمودي وقال “أنا أكتب العمودي ولا أراه عمودياً” لأن النقاد وضعوا قواعد للشعر العمودي وقالوا هو الذي يقف على أعمدة رئيسة أربعة هي الوقوف على الاطلال ووصف الناقة والأنواء والدخول في الغرض الأساسي وتلك الأعمدة استوحوها من خيمة البدوي التي تقف على أربعة أعمدة أيضاً والذين قلدوا هؤلاء أطلق عليهم اسم “المقلدين أو التقليديين” ثم ظهرت المدرسة الكلاسيكية ثم الكلاسيكية الحديثة أو الإبداعية.

وبين حمود أن الأسلوب هو لبوس للمعنى ومن جملته الموسيقا لغة العالم فقد نتأثر بقطعة موسيقية وتحفر في مشاعرنا دون أن نفهمها ومن هنا فالموسيقا عنصر أساسي في الشعر تقوم بدورها على مستويين خارجي وداخلي خارجياً تتأتى من الوزن والقافية وأحرف الروي وداخلياً من حروف الهمس وتوازن العبارات وتجانس المفردات وتضادها وسوى ذلك مشيراً إلى دور الصور العميقة التي تستحضر المعنى الموجود في الكلمة بأبعادها الثلاثة لافتاً إلى أن كل نص لا يحتفي بهذه العناصر ليس شعراً وهذا لا يقلل من أهمية النثر فهناك الكثير من النصوص النثرية المهمة مثل نهج البلاغة ومعظم أدب جبران وميخائيل نعيمة.

وأوضح حمود أن جماليات الشعر والاتجاه نحو الحداثة لا تعني أن ندير ظهرنا لهموم الوطن والمجتمع والإنسان فمن لا يحس بهموم الوطن والفقراء واليتامى والأطفال والمظلومين ويكتب عنها ليس بشاعر فحتى زعماء مدارس الحداثة كتبوا عن الأرض والوطن والإنسان ولم يهملوا عنصر الوزن فالشعر عندما يثير فينا تطلعاً نحو الأعلى فهو شعر أما عندما يخاطب الغرائز فهو ليس بشعر.

وعن مجموعته الأولى “عيناك كالشام” قال حمود إنها تحتوي على نحو 35 قصيدة جلها تحمل الهم الوطني وأحياناً يمتزج الغزلي بالوطني أي ما يسمى بالشعر التموزي فالمرأة هي الوطن والحبيبة وكل رموز العطاء إضافة إلى بعض القصائد الصوفية التي اتبعت فيها شكلي الشعر التقليدي والتفعيلة.

وعن مجموعة “على ضفاف الجراح” ذكر حمود أنها حملت الهموم الوطنية والقومية والوجدانية والاجتماعية بينما ضمت مجموعته الأخيرة “يمامات المغيب” مجموعة من القصائد التي أهداها للوطن وشهدائه وأبطال الجيش العربي السوري وتنوعت بين الهم الوطني والاجتماعي والذاتي والنزعة الصوفية واتبع فيها المدرسة الفنية الكلاسيكية الحديثة أو الإبداعية كما تسمى.

يذكر أن الشاعر حمود يحمل إجازة في اللغة العربية جامعة حلب ويعمل في قطاع التربية والتعليم.. ينشر في الصحف والمجلات العربية والمحلية.. له خمس مجموعات مطبوعة ومجموعة قيد الطبع في اتحاد الكتاب العرب بعنوان “معتقة الضفائر”.

قد يهمــك أيضـــا: 

شيخة المطيري وأشرف جمعة يشدوان عذب القصائد في "الشارقة الدولي للكتاب"

اتحاد الكتاب يكرم مجموعة من الأدباء والشعراء والباحثين