المقابر الجماعية للإيزيديين

انطلقت للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب رسميا ضد «داعش» في العراق، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أعمال البحث والتنقيب عن المقابر الجماعية، للضحايا الإيزيديين الذين قتلهم مسلحو «داعش» في قرية كوجو الإيزيدية، وتجري عمليات البحث والتنقيب بالتنسيق بين الجهات المعنية في الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، بالتعاون مع فريق التحقيق الدولي المعروف اختصاراً بـ«يونيتاد»، التابع للأمم المتحدة، ويبدأ الفريق مهامه اعتباراً من اليوم، على أن يتم فتح جميع القبور الجماعية الأخرى في محافظة نينوى، لاحقاً.

وأشارت ممثلية الأمم المتحدة في العراق، المعروفة اختصاراً بـ«يونامي» في بلاغ لها، إلى أن فريق التحقيق في جرائم «داعش»، (يونيتاد)، سيتعاون مع السلطات العراقية، في مجال رفع القبور الجماعية، وإخراج رفات الضحايا في بلدة سنجار وقرية كوجو المجاورة، وهي القرية التي شهدت أكبر مذبحة جماعية بحق المئات من الإيزيديين من سكان القرية، التي كانت تضم 340 أسرة إيزيدية، بلغ تعدادها 1640 شخصاً، أثناء سقوطها بيد مسلحي «داعش» في 15 أغسطس/ آب 2014.

وتقول الإحصاءات الرسمية المتوفرة لدى الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان، إن «داعش» اعتقل 1030 فرداً من سكان القرية، بينهم نساء وأطفال، ولا يزال مصير 520 رجلاً، و510 نساء مجهولاً حتى الآن. ويعتقد وفقاً لروايات عدد من شهود العيان الناجين من المذبحة بأعجوبة، أنهم قتلوا على شكل جماعات من قبل المسلحين، ودفنوا في مواقع مختلفة بالمنطقة، بينما تمكنت 270 فتاة وامرأة و300 رجل من النجاة من قبضة «داعش»، خلال الفترات التي سبقت زوال دولة خلافة التنظيم المتطرف.

أقرأ ايضَا:

فرنسا تُعيد 5 أطفال من أبناء الجهاديين المُنتمين إلى "داعش"

وجرى تدشين عملية فتح المقابر الجماعية أمس، خلال مراسم خاصة، حضرها جمع من رجال الدين الإيزيديين، ومهدي العلاق، أمين عام مجلس الوزراء العراقي، وممثل حكومة إقليم كردستان، بالإضافة إلى نادية مراد، الفتاة الإيزيدية الناجية من الكارثة والحاصلة على جائزة «نوبل» للسلام، ولقب سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وحشد من ذوي الضحايا، وأهالي المنطقة.

وأكد العلاق في كلمة له، أن فتح المقابر الجماعية يمثل سعياً جاداً للكشف عن جانب من الجرائم التي اقترفها مسلحو «داعش»، والتوصل إلى حقائق دقيقة عن هوية الضحايا المغدورين. من جهته، قال كريم أسعد خان، مستشار فريق التحقيق الدولي «يونيتاد»، إن فريقه يأخذ بعين الاعتبار صبر وتحمل ذوي الضحايا، الذين انتظروا طويلاً عملية استخراج رفات أبنائهم، وتؤكد مديرية شؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بحكومة إقليم كردستان، أن ثلاثة آلاف و371 إيزيدياً، نجوا من قبضة «داعش» خلال الفترة الماضية، بينما لا يزال مصير ثلاثة آلاف و46 فرداً آخرين مجهولاً، وهم جميعاً من أهالي بلدة سنجار وضواحيها.

وقد  يهمك أيضَا:

مقتل العشرات من تنظيم "داعش" المتطرف شرقي سورية

مصير مجهول لآلاف الأيزيديين المفقودين منذ 5 سنوات