جراد "جيش الوطن والمصالحة"

ما إن انتهى أمر حوض اليرموك وفرضت قوات النظام سيطرتها على محافظة درعا بشكل كامل، حتى غزا الجراد المناطق التي دخلوها، فأكلوا أخضرها قبل يابسها، وحملوا معهم ما خف وثقل حمله، غير آبهين بمأساة المدنيين وأوجاعهم، ليأخذوا من المواطنين ضريبة “تحريرهم” للمنطقة، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية تعفيش واسعة شهدتها بلدات وقرى الشجرة وعابدين وسحم الجولان ونافعة وكويا وبيت آرة ومناطق أخرى في حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف محافظة درعا، من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها وفصائل “المصالحة”، وأبلغ الأهالي المرصد السوري أن عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وفصائل “المصالحة” شوهدوا وهم يدخلون بيوت المدنيين والبيوت التي هجرها أهلها ونزحوا عنها، وعمدوا لتعفيش كل ما يمكنهم نقله، من المواشي والطيور والأدوات الكهربائية وأثاث المنزل، وصولاً إلى السيارات والآليات الزراعية، وسط استياء واسع من قبل الأهالي الذين لم يتمكنوا من اعتراضهم، فيما جرت عمليات التعفيش وسط تعامي من قبل الأطراف جميعها، ضد عمليات التعفيش، التي كانت قد طالت قبل أسابيع مناطق سيطرة الفصائل التي دخلت في “مصالحة” وبدأت تمارس التعفيش مع النظام في حوض اليرموك.

المرصد السوري نشر في الثلث الأخير من تموز / يوليو الفائت من العام 2018، أنه ما إن أطلقت قوات النظام في الـ 19 من حزيران / يونيو عمليتها العسكرية في محافظة درعا، وبدأت تقدمها في ريف المحافظة، حتى باشرت عمليات التعفيش. هذه العمليات التي نفذها جراد “جيش الوطن”، وأثارت استياء الأهالي عبر تعفيش ممتلكاتهم وعدم الإبقاء على معظم الممتلكات الرخيص منها وغالي الثمن، وحتى بعد تمكن قوات النظام من السيطرة على كامل مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية، لم تتوقف عن ممارسة التعفيش، لتواصل استكمالها وتبدأ بالتعفيش في مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، التي تقدمت فيها قوات النظام، حيث أبلغ سكان من المنطقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات التعفيش تصاعدت وتيرتها، من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إذ تعمد لتعفيش الآليات والأثاث ومحتويات المنازل والأموال والمصاغ والحلي، وأكدت المصادر الأهلية أنه عمليات التعفيش بدون وجود أي رادع، حيث يجري الاعتداء بالضرب على كل من يقف بوجه عمليات التعفيش من الأهالي، وجرت عمليات التعفيش في سحم الجولان وتسيل وحيط وجلين ونافعة وجملة ومناطق أخرى سيطرت عليها، وكانت سابقاً تحت سيطرة جيش خالد بن الوليد، كما أن المصادر الأهلية تحدثت عن أوضاعها الإنسانية والمأساوية التي تعاني منها، نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة لتعفيش قوات النظام والمسلحين الموالين لها للمواد الغذائية من ضمن ما عفشته من الكثير من المنازل، فيما أكدت مصادر متقاطعة أن مقاتلين من الفصائل المنضمة للقتال إلى جانب قوات النظام بعد عملية “مصالحة” بين الطرفين، عمدت للمشاركة في البعض من عمليات التعفيش، على الرغم من تسلم المقاتلين من “فصائل المصالحة” لجبهات القتال ضد التنظيم، حيث تعمد هي لتنفيذ عمليات الهجوم والاقتحام، بمساندة من قوات النظام والطائرات المروحية والحربية التابعة للنظام والروسية منها.