رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج

عمت حالة من الحزن الشديد أوساط المواطنين في بلدة الفقهاء، الواقعة جنوب ليبيا، وذلك بعد إعدام 6 من أبنائها على يد تنظيم داعش، في وقت يبدي فيه مسؤولون محليون مخاوفهم «من انقضاض مسلحي التنظيم الإرهابي على بلداتهم النائية في قلب الصحراء الليبية، في عملية انتقامية جديدة».

وأعلن الحداد مساء أول من أمس في منطقة الجفرة لمدة 3 أيام على أرواح 6 مواطنين كان التنظيم قد أسرهم في بلدة الفقهاء التابعة للمنطقة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وطالب عثمان حسونة، عميد بلدية الجفرة، المسؤولين «بتحمل مسؤولياتهم في حماية الجنوب من الجماعات الإرهابية»، مشيراً إلى أنه «فشل في التواصل مع السلطات في كل من الحكومة المؤقتة في (شرق البلاد)، والوفاق الوطني في (غربها)».

بدوره، قال عبد الرسول مساعد، أحد سكان منطقة الجفرة، مستعرضاً بعض المخاوف التي يواجهها السكان بسبب هيمنة «داعش» المتطرف: «ننام كل ليلة في انتظار أن تداهمنا الجماعات الإرهابية، كما حدث أكثر من مرة في عمليات استهدفت بلداتنا بالقتل والحرق... وقد سبق أن طالبنا المسؤولين بتسليح المواطنين كي نتمكن من الدفاع عن أنفسنا في مواجهة تنظيم داعش، لكن دون استجابة».

وأوضح مساعد أن «البلدات المترامية في قلب الصحراء باتت تعد هدفاً سهلاً للجماعات الإرهابية، وللخارجين عن القانون، خصوصاً في غياب المنظومة الأمنية، ما بات يفرض تدخلاً عاجلاً من الحكومة والجيش معاً».

وكان التنظيم المتشدد قد استهدف البلدة الواقعة في نطاق منطقة الجفرة، وقتل 6 أشخاص، وخطف 10 آخرين، وقال عبر إحدى منصاته الإعلامية إن مقاتليه تجولوا في أنحاء البلدة بحثاً عن مطلوبين من عناصر الشرطة والجيش، وممن وصفهم بالجواسيس، مشيراً إلى أن «عناصره تمكنوا من الإيقاع بعناصر مركز شرطة البلدة بين قتيل وأسير، وإحراق المركز»، ثم أسـروا من وصفهم بـ«المطلوبين»، وأحرقوا منازلهم.

واتهم حسونة السلطات في البلاد «بتجاهل معاناة الجنوب المنتهك»، وقال إن «هناك مخاوف من هجمات انتقامية للتنظيم بعد تهديده لأهالي المنطقة مرات عدة»، وطالب بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية للتصدي لهجمات التنظيم على مدن الجفرة.

وفور الإعلان عن مقتل المخطوفين الستة، سارع الدكتور غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، بإدانة الجريمة، وقال في بيان إن «جرائم القتل التي لا معنى لها تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، وقد ترقى إلى جرائم حرب»، فيما تقدمت البعثة بتعازيها الخالصة لأسر الضحايا.
وفي حين أبلغ مواطنون السلطات الأمنية، مساء أول من أمس، عن خطف 5 مواطنين آخرين على الطريق الرابط بين الجفرة وسبها، قال مصدر أمني إنه تم إطلاق سراح مخطوفين من قبيلة الزيادين.

وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، قد بحث مشاكل الجنوب خلال اجتماع مع أعضاء من مجلسي النواب والدولة أول من أمس. وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، عبر صفحته على «فيسبوك»، إن الاجتماع «استعرض ملف الخدمات العامة، التي خصصت لها مبالغ مالية عاجلة، وفقاً لما تم تشخيصه، وتم البدء في تقديمها، وتشمل توفير السيولة النقدية لمصارف المنطقة الجنوبية، واستكمال وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي، والمركز والمؤسسات الصحية والتعليمية، ومعالجة مشكلة الكهرباء، وتفعيل المؤسسات الأمنية».

ونقل المكتب الإعلامي عن السراج تأكيده على أن «أوضاع الجنوب لها أولوية». كما أكد حرصه على المتابعة اليومية لأعمال اللجان الأمنية والخدمية المشكلة لتوفير احتياجات الجنوب.
وفي سياق قريب، استقبل رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، ممثلين عن أهالي «الشهداء» والجرحى والمفقودين، أمس، وذلك بحضور وزير الدولة لشؤون «الشهداء» والجرحى مهند يونس، والمستشار المالي ميلود الرجباني. وأصدر السراج تعليماته بـ«تذليل جميع المصاعب بملف (الشهداء) والجرحى والمفقودين، مؤكداً ضرورة الالتزام بمنح المزايا والحقوق لأسرهم، وفقاً للقانون، التي تشمل الحقوق المعنوية والمادية كافة».