وحدات حماية الشعب" الكردية

أكدت تركيا أن العملية العسكرية التي تعتزم القيام بها ضد مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في شرق الفرات لا تتوقف على انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس رجب طيب إردوغان كان أعلن اعتزام بلاده دخول شرق الفرات وإطلاق عملية هناك قبل قرار الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من سورية... «لم نكن نعلم في ذلك اليوم أن الولايات المتحدة ستنسحب... تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة ضد التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية) الذي يهدد أمنها القومي، سواء انسحبت الولايات المتحدة أم لم تنسحب».

وعدّ أن الانخراط في علاقات مع ما وصفه بـ«تنظيم إرهابي» يجعل التخلص من تأثيراته صعباً بسبب الخضوع لسيطرته بشكل تدريجي، قائلا إنه ليس من الصواب أن تتحدث دول كبيرة كالولايات المتحدة كداعم لـ«تنظيم إرهابي»، وتحاول إيجاد الذرائع لعدم الانسحاب، رغم تحالفها مع تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ووجود تعاون طويل بين البلدين.

وأضاف أنه «من غير الواقعي توقع أن تسحب الولايات المتحدة كل الأسلحة، التي أعطتها لحليفها»؛ «وحدات حماية الشعب» الكردية.

يأتي ذلك فيما أكد مستشار الأمن القومي، جون بولتون، أنه أبلغ نظيره مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، خلال لقائهما في أنقرة الثلاثاء الماضي، بأن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفاء واشنطن الأكراد في  سورية.

وعدّ جاويش أوغلو أن هناك مساعي على الأرض لعدم تنفيذ الانسحاب الأميركي، قائلا إن «السلطات الأمنية في الولايات المتحدة تسعى لدفع الرئيس دونالد ترمب إلى التراجع عن قرار الانسحاب».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، إنه لن تكون هناك أي معوقات أمام انسحاب القوات الأميركية من سورية ، رغم التهديدات التركية ضد «الوحدات» الكردية.

واجتمع بومبيو أول من أمس مع المسؤولين في بغداد وإقليم كردستان، لطمأنتهم مجددا، بشأن خطط واشنطن في أعقاب إعلان ترمب المفاجئ الشهر الماضي عن انسحاب غير متوقع من سورية .

وحين سئل في أربيل عما إذا كان موقف إردوغان بشأن حماية الأكراد يعرض الانسحاب للخطر، قال بومبيو: «لا. نحن نجري محادثات معهم وفي الوقت نفسه نتحدث عن كيفية تنفيذ هذا بطريقة تحمي قواتنا... من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان حماية تلك العناصر التي تحارب معنا، وإردوغان قدم تعهدات وهو يعي ذلك».

من ناحية أخرى، وبشأن خريطة طريق منبج المتفق عليها في يونيو (حزيران) الماضي بين أنقرة وواشنطن، قال جاويش أوغلو إن «الولايات المتحدة بدأت تنظر بإيجابية أكثر من قبل إلى تطبيقها»، مؤكدا ضرورة تطبيق خريطة منبج في أقرب وقت وانسحاب «الوحدات» الكردية بشكل كامل من شرق الفرات كذلك. وأضاف أنه «لو طبقت خريطة الطريق في منبج كما هو متفق عليه مع واشنطن، لكانت إدارة المنطقة بيد سكانها الآن».

وتابع جاويش أوغلو أنه يجب عدم السماح لمن سماهم «الإرهابيين» بالاستفادة من الفراغ الذي سيحصل خلال انسحاب القوات الأميركية من سورية ... «أخبرنا الولايات المتحدة بأننا سنوفر كل أشكال الدعم اللوجيستي خلال عملية الانسحاب، كما أن تركيا لديها القدرة على محاربة تنظيم داعش الإرهابي بمفردها». وأشار إلى أنه يعتزم إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو.

وعن سياسة روسيا تجاه «الوحدات» الكردية، قال جاويش أوغلو إن «(التنظيم الإرهابي) حاول استغلال الجميع حتى اليوم، والنظام السوري يعلم أيضاً ما يسعى إليه هذا التنظيم».

وحول التطورات في إدلب، قال الوزير التركي: «الجماعات المتشددة تهاجم المعارضة السورية، واتخذنا خطوات ضرورية لوقف هذه الهجمات»، لافتا إلى أنه «تم التخطيط للقاء بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك لعقد قمة ثلاثية تركية - روسية - إيرانية في إطار (مسار آستانة)». وأضاف أن روسيا أبلغت تركيا وإيران رغبتها في استضافة القمة الثلاثية التي سيشارك فيها الرؤساء خلال الأسابيع المقبلة... «وننتظر مقترحات روسيا بشأن الموعد».

وأكد جاويش أوغلو وجود «منظمات إرهابية» في إدلب، «نقلها النظام السوري بالحافلات من باقي المناطق التي خضعت له خلال العام الماضي، لكن الاتفاق مع الروس في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي، تم بطريقة إيجابية».

وأشارت تقارير إلى بدء تركيا إعادة هيكلة فصائل الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب، بعد المواجهات التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية، وأنها طلبت من بعض الفصائل، من بينها «جيش النصر»، إعادة ترتيب الصفوف والمحافظة على كيانها، على أن تستأنف إرسال الأموال إليها بعد الانتهاء من هذه الخطوة.

وبحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ليل الأربعاء - الخميس، في اتصال هاتفي، مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، آخر التطورات في إدلب. وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن أكار تناول مع شويغو القضايا الأمنية الإقليمية في إطار اتفاقية سوتشي.

وجاء الاتصال الهاتفي بين أكار وشويغو عقب لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان أمس مع أكار ورئيس أركان الجيش التركي يشار جولار بالقصر الرئاسي في أنقرة، الذي تركز على بحث التطورات في سورية .

كما بحث إردوغان الملف نفسه في اجتماع، أمس الخميس، مع رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

"داعش" يشنّ هجمات عنيفة على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية"

تركيا تخطط لعبور شرق نهر الفرات في شمال سورية قريبًا