الشاعر العماني الشيخ هلال السيابي

ألهمت سورية بشجاعتها وصمودها في وجه الحرب الإرهابية الشاعر العماني الشيخ هلال بن سالم السيابي ليستنهض قريحته ويكتب عنها قصيدة حملت عنوان “إلى دمشق في يوم عزائها وانتصارها”.

وكان للعدوان الثلاثي على سورية الدافع الأكبر للشاعر السيابي الذي شغل سابقا منصب سفير بلاده في دمشق لأن يكتب هذه القصيدة كرد صادق حول حقيقة العدوان وخلفياته بما يفضح من تآمر ويكشف ما استتر ويؤكد أصالة ما تجذر في سورية من صمود وإباء.

القصيدة التي تداولتها أوساط الرأي العماني عرف عن شاعرها بأنه أحد الأصوات الأصيلة والمحبة لسورية والذي أكد بدوره أن ما كتبه يعبر عن قناعته وأنه سينظم قصائد أخرى غيرها.

والشاعر السيابي اختار لقصديته بحر الرجز الملائم للشعر الحماسي والعاطفي وروي الميم المضمومة التي تستخدم عادة للغرض ذاته فيبدأ قصيدته بالتغني بمجد دمشق العريق الذي كان مفخرة للدهر كله فقال:

خفقت لعزة وجهك الأعلام.. فيحاء واعتدت بك الأيام

وتضؤءات بسناك آفاق الهدى.. وتضوعت من عزفك الأقلام

ودمشق عند الشاعر صنو التاريخ وكيف لا وهي أقدم عاصمة مأهولة
في العالم شهدت كل العصور وظلت قمره المنير حيث يقول:

جرت القرون عليك أمثال الضحى.. والشهب صحب والزمان غلام

وسمت بمجدك في الزمان أهلة..هم في الزمان ضياؤءه البسام.

ويستنكر السيابي في ختام قصيدته تكالب الغرب ومن يدعي الانتساب للعرب على سورية وظنهم أن المجد غاب عن هذه الأرض وعن عاصمتها دمشق التي ستبقى قلبا للعروبة فقال:

أدمشق يا قلب العروبة ما الذي.. يبغي بك الأعراب والأعجام

أو يحسبون المجد فيك قد انتهى.. أو يحسبون الغاب فيك يضام
إن الحسام وإن تقادم عهده.. سيظل رغم الدهر وهو حسام.

وفيما يلي النص الكامل للقصيدة:

خفقت لعزة وجهك الأعلام.. فيحاء واعتدت بك الأيام

وتضؤءات بسناك آفاق الهدى.. وتضوعت من عزفك الأقلام

وسما بك التاريخ في آفاقه.. وبك استنار الدين والإسلام

جرت القرون عليك أمثال الضحى.. والشهب صحب والزمان غلام

وسمت بمجدك في الزمان أهلة.. هم في الزمان ضياؤءه البسام

وتلفعت بحلاك أجيال العلى.. كالشهب ليس بأفقهن قتام

فيحاء يا بنت العروبة تحية.. مني ومن رب العلى الإكرام

لا تحفلي بالمعتدين فكلهم.. والله في يوم اللقى أغنام

لا يثبتون أمام صبرك لحظة .. إلا إذا لم تسعف الأقدام

لا تحفلي بترامب او أعرابه..عرب الخنا أنوارهم ظلام

أدمشق يا قلب العروبة ما الذي.. يبغي بك الأعراب والأعجام

أو يحسبون المجد فيك قد انتهى..أو يحسبون الغاب فيك يضام

إن الحسام وإن تقادم عهده..سيظل رغم الدهر وهو حسام.

سامر الشغري