الفنان التشكيلي فادي قطيش

نموذج من الأمل والتحدي يقدمه الفنان التشكيلي فادي قطيش ناسجا قصة انتصاره على إعاقته بريشته وإصراره مجسدا رؤى فنية عميقة ومتنوعة بصريا ورمزيا.

قطيش الذي ولد مصابا بنقص الأكسجة الدماغية ما منعه من النطق والمشي لم تثنه ظروفه من أن يخط طريقه في عالم التشكيل منذ كان عمره ثماني سنوات لتترافق رحلة علاجه الطويلة مع رحلة الفن التي بدأها بالمعجون لتطوير حركة أطرافه ليكمل بعدها دراسته في الفنون الجميلة ويحصل على إجازة في هندسة الديكور بدعم من أسرته التي مكنته من تجاوز الظروف وتنمية موهبته حسب ما أشار لمراسلة سانا.

عشرات اللوحات المليئة بالرسومات الحية النابعة من أحاسيسه وخياله قدمها قطيش محاولا ايصال أفكاره للاخرين عبر فراغاتها لافتا إلى أن لوحته الأولى جاءت فكرتها وهو جالس وحيدا ينظر إلى بخار الماء الذي أعطى أشكالا غريبة ليشكل بريشته وألوانه لوحة تعبر عن هواجسه ووجدانه.

دراسته للفن التشكيلي أكاديميا أعطته أفقا ومعلومات وتقنيات متعددة استطاع من خلالها الاطلاع على جميع المدارس والتقنيات ليجد في الفن مرآة تعكس الذات وتشفى الروح من أوجاع الواقع بعدما اتخذ لنفسه مسارا صقلته تجربة واسعة وعميقة تشكلت بنضج لتحمل أعماله تراكمات متنوعة باحثا خلالها عن الاكتمال والصفاء الروحي مشيرا إلى أنه “يعيش حالة تخاطر وحوار مع اللوحة والألوان” ويجسد في أعماله هموم الناس وقلقهم.

ساعات طويلة يقضيها قطيش في مرسمه وبين طلابه متخذا من هدوء الليل أفقا للخيال لافتا إلى أن الفن خلق له الكثير من التفاؤل والأمل في الحياة وفهم الذات والآخرين وسبر دواخل الأشخاص مستخدما ألوانا طبيعية مستخرجة من لون السماء والبيئة والطبيعة التي منحته الإحساس بالقوة.

حرصه على تقديم المعلومات الأساسية في الفن والتركيز على نظريات الفن التشكيلي التي تقوي وتدعم مهارات الطالب أمر يلمسه كثيرون ممن يرتادون مرسمه كما يلفت كل من الطلاب أيمن أبو عسلي وحلا العنداري ورامي كشور وعمر الحلبي الذين يتبعون دورات في مرسمه.

حالة الفنان قطيش تناولها فيلم توثيقي بعنوان جنين الشمس إعداد وسيناريو وإخراج المخرجة رشا الصالح والذي نال جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان بعلبك السينمائي الأول 2016 وجائزة لجنة التحكيم للمهرجان الوثائقي الدولي لحقوق الإنسان في المغرب 2017 بعد أن تطرق لحالة الإعاقة الإبداعية في المجتمع وكيفية التعاطي معها مقدما الجانب المضيء لهذه الشريحة من خلال تسليط الضوء على قصة قطيش وكيف أصبح أستاذا لمادة الفنون التشكيلية وفن العمارة متجاوزا كل الظروف والمعوقات أمامه كما تلفت المخرجة الصالح.

يذكر أن الفنان التشكيلي فادي قطيش من مواليد السويداء عام 1976 عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية له معرض فردي بالسويداء عدا عن مشاركاته بمعارض جماعية داخل سورية وخارجها ونال جائزتين الأولى بمشاركته في معرض الباسل للإبداع ومعرض الشباب الرابع وأخرى بإسبانيا عام 2003.

 

قد يهمك أيضًا:

احتفالية الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الكتاب في المركز الثقافي العربي

انطلاق فعاليات مهرجان السنابل في بعمرة بريف طرطوس