الشاعر قحطان بيرقدار

قلة من الشعراء من حققوا معادلة الكتابة للكبار والصغار فالتوجه للطفل يحمل مسؤولية الحفاظ على المعنى وتجنب تعقيده في آن واحد أما الشاعر قحطان بيرقدار فاستطاع تقديم نصوص شعرية للأطفال وأخرى تطرقت للحب والوطن والمرأة.

بيرقدار أوضح في مقابلة مع سانا أنه عشق الشعر وتعلق به من خلال حبه لقصائد المناهج على مقاعد الدراسة والتي نماها بالقراءة إضافة إلى البيئة الحاضنة للشعر متمثلة بالمراكز التابعة لوزارة الثقافة واتحادي الكتاب العرب والكتاب الفلسطيني.

وكان لمشاركة بيرقدار ببعض البرامج المتلفزة التي تهتم بالشعر على القنوات الفضائية العربية حيث نال مراكز متقدمة فيها دور كبير في إطلاقه إعلاميا ما فتح له باب المشاركة بمهرجانات كبيرة بدول عربية وأجنبية إضافة إلى المشاركات المحلية مؤكدا ضرورة أن يكون الشاعر مؤثرا في وطنه حتى يبصم خارجه.

بدأت أولى قصائده تعرف طريقها للنشر عام 2002 في الدوريات التابعة لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب ثم أصدر أول مجموعة شعرية بعنوان “لو تعودين قبل ايلول” نهج فيها أسلوبي الشعر العمودي والتفعيلة بشكلهما الحداثي.

وعن اهتمامه المستمر بقصيدة الشطرين يبين بيرقدار أن هذا النوع من الشعر يمكن أن يحمل رؤى شعرية جديدة ذات روح حداثوية من خلال الصور الجديدة والمضمون العميق وتكمن اهمية الوزن والموسيقا في الشعر حسب رأيه أن الإنسان بطبعه يميل إلى الإيقاع والنفس بالفطرة تطرب للنغم إضافة إلى أن الموسيقا الشعرية تسهم في تقريب المعنى والصور والخيال إلى نفس وذهن المتلقي.

ويضيف بيرقدار “اللغة العربية بطبيعتها وبعيدا عن أوزان الخليل إيقاعية ولكل إيقاع أو بحر شعري رتم معين يناسب الحماسة أو الرثاء أو الحزن أو الفرح والبهجة والموسيقا ليست أمرا تزيينيا وإنما هي جزء أساسي من مكونات القصيدة”.

أما عن المواضيع التي تستحوذ على قصيدته فهي الهم الإنساني الذي يبدأ بالذات وما يعتمل داخلها ويبعث على التأمل وربما يتجه إلى الصوفية والفلسفية والوجودية إضافة إلى الهم الوجداني والعاطفي والمرأة الحاضرة في شعره ولكن بشكل سام لا ينحدر إلى الجسد وبعد الحرب الإرهابية على سورية بات للهم الوطني المساحة الأكبر مؤكدا أن الكتابة للوطن يجب أن تكون مسؤولة وعقلانية بعيدة عن الانفعال لأن الوطن له قدسية عالية تسمو به عن كل الرموز لذلك يفصل هو بين شعر الحب والغزل وشعر الوطن ولا يجد رمزا يليق بالوطن سواه هو.

وحول تجربته مع شعر الأطفال يعرض بيرقدار لمحطات منها منذ عمله في إحدى دور النشر المختصة بالأطفال وكتابته لشارات برامج وأغان في قناة تلفزيونية استخدم فيها أوزانا قصيرة مجزوءة تصلح للغناء ويرى أن الكتابة للطفل مسؤولية عالية تحتاج لفهم نفسيته والاقتراب من خياله واختيار الصور البسيطة وليس المركبة والمجردة لذلك يميل إلى المحسوس والصورة المتحركة إضافة إلى الغنى بالمشاعر والبعد عن المباشرة لافتا إلى وقوع بعض الكتاب والشعراء في مطب الكتابة عن الطفل فهناك فرق بين أن نكتب له وأن نكتب عنه.

ويتوقف بيرقدار عند مسيرة الشاعر الراحل سليمان العيسى للكتابة للأطفال التي يجدها من أهم التجارب العربية في هذا المجال لأنه انطلق من تجربته في شعر الكبار ومن الفنيات الكبيرة في نصه.

وعن تجربته مع مجلة أسامة العريقة يقول “هي تجربة مهمة جدا مع مجلة استقطبت معظم كتاب سورية وأضافت الكثير إلى تجربتي الشعرية والنهوض بها مسؤولية كبيرة تتطلب احترام هذا الاسم وتقديم ما يليق به وبطفلنا السوري الذي يقبل على المجلة بشغف”.

 

قد يهمك أيضًا:

احتفالية الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الكتاب في المركز الثقافي العربي

انطلاق فعاليات مهرجان السنابل في بعمرة بريف طرطوس