غارات إسرائيلية جنوب سورية

أعلنت دمشق عبر إعلامها الرسمي، تعرُّض مناطق سورية لغارات إسرائيلية، للمرة الأولى منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية، في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وإن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح قبل أسبوعين، أن العمليات العسكرية في العمق السوري لم تتوقف في الشهرين الماضيين رغم الأزمة مع روسيا والتي لم تمنع عودة عمل غرفة العمليات المشتركة والتنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت ليل الخميس منطقة "الكسوة" الواقعة 10 كيلومترات جنوب غربي دمشق، حيث تقيم إيران قواعد عسكرية للقوات التابعة لها وأخرى لتخزين الأسلحة والصواريخ.

وأشار مصدران أمنيان كبيران إلى أن المكان، يضم مركزاً للاتصالات والدعم اللوجستي لجنوب سورية، قرب الحدود مع "إسرائيل" عائد لـ"حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران.

وسبق لإسرائيل أن استهدفت مواقع تابعة لإيران في الكسوة في مايو/أيار الماضي، حيث قتل 8 عسكريين إيرانيين في تلك الغارات، كما استهدفت صواريخ إيرانية متوسطة المدى.

وفي التفاصيل، فقد استهدفت الغارات الليلية منطقة "ديماس" ومحيط مطار دمشق، وبطاريات دفاعات جوية في القنيطرة جنوب سورية، وكان مسرح العمليات الإسرائيلية على بعد 50 كيلومترا تقريبا من الجولان المحتل.

بطاريات الـ S300 الروسية لم تستخدم

في المقابل، أطلقت الدفاعات السورية عشرات الصواريخ لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية التي كان بعضها صواريخ موجهة أطلقت من الجولان المحتل وبعضها من مقاتلات. في حين ادعى الإعلام السوري والروسي بأن المضادات أسقطت مقاتلة إسرائيلية، مما دفع جيش الاحتلال، بدون أن يعترف بشن الغارات، إلى نفي تلك الأخبار واعتبارها زائفة، لكنه أقر بأن أحد صواريخ الأرض جو المضادة للطائرات أطلق تجاه الجولان المحتل، وقد يكون سقط في منطقة مفتوحة هناك، أو على الجانب السوري من السياج، وإن لم يتم العثور على بقاياه.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة لم يتم استخدام بطاريات الـ S300 التي نشرتها روسيا في سورية لصالح القوات الجوية السورية وأصبحت عملاتية، وتم استخدام أجيال أقدم مثل S200.

اللافت أن مسرح الغارات الإسرائيلية كان جنوب دمشق، ما يعني أن تفاهمات ابتعاد "الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات التي تدور في فلكه، نحو 90 كيلومترا عن الجولان المحتل لم تنفذ بنظر إسرائيل، رغم انتشار الشرطة الروسية في المنطقة الجنوبية وعودة قوات الـ"أندوف" الدولية المكلفة بمراقبة خط فض الاشتباك في الجنوب السوري.