قوات الاحتلال الاسرائيلي

اتهمت إسرائيل حركة "الجهاد الإسلامي" بتصعيد التوتر على جبهة قطاع غزة لخدمة إيران، وهو الاتهام الثاني للحركة خلال أسبوع.

وتقول إسرائيل إن “الجهاد” تقف خلف كل الصواريخ التي أُطلقت في أسبوع واحد من قطاع غزة. وقال منسق الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية كميل أبو ركن، بعد هجوم صاروخي جديد: “الجهاد الإسلامي بإيعازٍ إيراني تهدد مرة تلو الأخرى الاستقرار وتمس بأمن المنطقة، والعواقب أنتم من سيشعر بها”.

وخاطب أبو ركن أهالي قطاع غزة قائلًا: “جهات معادية قريبة وبعيدة، تسعى لإشعال فتيل الحرب، وتقوم بجرّكم إلى العنف وفقدان الاستقرار والأمن. الجهاد الإسلامي بإيعازٍ إيراني تهدد مرة تلو الأخرى الاستقرار وتمس بأمن المنطقة، والعواقب أنتم من سيشعر بها. إن إطلاق النار باتجاه إسرائيل سيلقى ردًا ملائمًا. إسرائيل ستحمي مواطنيها. ما لا يفعله قادتكم وحلفاؤهم، فالمنظمات في غزة تفضل كما يبدو مصلحة إيران على مصلحتكم. إن تدهور الاستقرار والمس بالأمن سيؤديان إلى دمار ومساس بسكان القطاع، الذين سيواصلون السير في الظلمة بسبب أولئك الذين يبثون الرعب والظلام في قطاع غزة”.

وجاء تصريح أبو ركن بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء نتنياهو خفض نصف كمية الوقود التي تنقلها إسرائيل إلى محطة كهرباء غزة حتى إشعار آخر ردًا على إطلاق الصواريخ.

 

وأطلقت في ساعة متأخرة من مساء الأحد، 3 صواريخ من قطاع غزة، اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية (القبة الحديدية) اثنين منها، ثم قصف الجيش الإسرائيلي أهدافًا تابعة لحركة “حماس” في شمال قطاع غزة في بيت لاهيا.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “مقاتلات إسرائيلية قصفت عدة أهداف إرهابية في مجمع عسكري لحركة حماس في شمال قطاع غزة، بما في ذلك مكتب قائد كتيبة في (حماس). وقد جاء هذا القصف ردًا على إطلاق الصواريخ الليلة الماضية باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.

 

اقرأ  أيضًا:

الطيران الحربي الإسرائيلي يشنّ غارات عدة على شمال قطاع غزة

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “تم إطلاق صافرات الإنذار في مدينة سديروت والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، ثم رصد سقوط صاروخ على الطريق في إحدى القرى الإسرائيلية وتسبب باندلاع حريق صغير في المكان”. ونتيجة لإطلاق الصواريخ من غزة، فُض مهرجان غنائي في مدينة سديروت، وتفرق الحضور الذي يقدر بنحو 4 آلاف شخص.

و”الجهاد الإسلامي” هي ثاني أكبر قوة في قطاع غزة، بعد “حماس”.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”الشرق الأوسط”، أن “(حماس) على قناعة تامة بأن (الجهاد) هي التي تقف خلف إطلاق الصواريخ، وقد توجهت الحركة للجهاد من أجل التوقف عن خرق الهدنة خشية تقويض الاتفاقيات”.

لكن في “الجهاد” غير راضين عن سير هذه الاتفاقيات ويقولون إنه لا يوجد تقدم وإنهم رغم ذلك لا يطلقون الصواريخ، “أي ينفون ذلك”، حسب المصادر.

وبحسب المصادر، فثمة اجتماع متفق عليه بين الفصيلين من أجل وضع النقاط على الحروف، وقد يكون عقد بالأمس أو اليوم. ولا تريد “حماس” انهيار التهدئة في القطاع كما أنهم غاضبون من احتمال أن يكون إطلاق الصواريخ جاء بتعليمات خارجية.

وكان لافتًا أن إطلاق الدفعة الأخيرة من الصواريخ جاء بعد توتر كبير على جبهات سورية ولبنان والعراق، بعد استهداف إسرائيل مقاتلين ومواقع إيرانية تابعة لـ”حزب الله”. و”الجهاد الإسلامي” قريبة للغاية من إيران و”حزب الله” وحافظت على علاقة مستقرة تقريبًا مع طهران بخلاف “حماس” التي شهدت علاقتها بإيران مراحل مد وجزر كبيرة.

ومرة أخرى نأت “حماس” بنفسها عن التصعيد، وقالت إنها لا تقف خلف هذه الصواريخ. وتريد “حماس” الحفاظ على الهدوء مع إسرائيل الذي لعبت فيه كل من مصر وقطر والأمم المتحدة أدوارًا رئيسية. وينص الاتفاق على وقف أي هجمات من القطاع مقابل تخفيف الحصار وإطلاق مشاريع إنسانية. ونشرت حركة “حماس” مقاتلين إضافيين على الحدود لمنع تنفيذ هجمات أو اختراقات في الفترة الأخيرة بعد ارتفاع منسوب التوتر.

وتقابل إسرائيل توجه “حماس” بتوجه مماثل. وقال وزير الإسكان يوآف غالانت إن الحرب مع قطاع غزة هي الخيار الأخير. ونقلت قناة “كان” العبرية عن غالانت قوله إن “حركة حماس ليست مهتمة بالتصعيد والظهور على السطح، لكن هناك آخرين نيابة عنها يلعبون بالنار”.

كما قال وزير الطاقة والشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس إن إطلاق الصواريخ لم يكن من “حماس”، “لكن ردنا كان حاسمًا وسيكون أكثر قوة إن لم يتوقف إطلاق الصواريخ”، مؤكدًا أن “إسرائيل” مستعدة للقيام بعمل عسكري واسع النطاق إذا لزم الأمر.

وحول استمرار تحويل الأموال (المنحة القطرية) إلى القطاع رغم استمرار إطلاق الصواريخ، برر شتاينتس بقوله إنه لا توجد فائدة من خلق أزمة إنسانية من شأنها أن تؤدي إلى تعميق الصدع. لكن رغم ذلك ثمة تخوفات من تصعيد أشمل.

وقال مصدر أمني إسرائيلي، لقناة “كان”، إن هناك تخوفات إسرائيلية، بأن تؤدي الأحداث الأمنية الأخيرة بالشمال والجنوب، إلى تصعيد شامل. ونقلت القناة العبرية، عن المصدر الإسرائيلي قوله إن “إيران وحليفاتها بالمنطقة، سوف يبحثون عن طرق جديدة للمساس بإسرائيل، كرد على الهجمات الأخيرة بلبنان وسورية”. وأضافت القناة أن حالة من التأهب والاستنفار، تسود المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وذلك تحسبًا لرد على الهجمات الإيرانية.

 

قد يهمك أيضًا:

الجيش الإسرائيلي يتّهم "الجهاد الإسلامي" بالتخريب على تفاهماته مع "حماس"

الجيش الإسرائيلي يستهدف طائرة إسرائيلية معتقدا أنها سورية