الروح السورية الرافضة للإرهاب والمتحدية له وجدت طريقها إلى الشعر النسائي السوري الحالي فعبرت شاعرات سوريات بأساليب مختلفة عن هذا الصمود مع الاعتماد على العاطفة القوية والإحساس المرهف.

التطلع إلى دحر الإرهاب عن الأرض السورية بدا واضحا في نصوص الشاعرة فاطمة حيدر العطا الله رغم الحزن العميق الذي اكتنفها إلا أن تباشير النصر القادم بدا ظاهرا فيها حيث قالت في إحدى قصائدها: “هذي قصائدنا من رحم ألسنة..تبكي على وطن مستوطن فينا هذي هي الدنيا عمر سنشهده..يوم لنا ولنا يوم يعادينا”.

ويتحول النص عند بعض الشاعرات لوصف جرائم الإرهاب كما لدى الشاعرة نيروز جبيلي التي صورت القذائف التي يطلقها الإرهابيون على دمشق ويستهدفون بها الأبرياء فقالت: “استيقظو باكرا على اخبار كريهة للموت … لا تمشوا في الشارع … سيقصف الضالون الأحياء .. ليلبسوا بغض سوادهم لحبيبتي الفيحاء”.

ورغم كل فداحة ما ارتكبه الإرهابيون من جرائم إلا أنهم لم يستطيعوا كسر روح الصمود كما في نص للشاعرة نبراس المسلط التي أكدت أن الوطن صنو الروح وأنه صامد رغم كل المؤءامرات فقالت: “افديك بالروح الكريمة يا وطن .. رحماك من كل التآمر والمحن لا زلت اجمل يا صديق كرامتي..إن جارت الأيام أو جار الزمن”.

ويأتي تصوير انتصارات الجيش العربي السوري بأقلام شعرية أنثوية موشحا بالجمال وربط هذه الانتصارات بالربيع وتفتح الأزهار كما لدى الشاعرة فتاة أحمد عيد التي قالت في قصيدة بعنوان “صرح لا يزاح”: “كسرو بلادنا يسمو جمالا..يضوع به طيوب والسماح وآذار المجيد يفيض سحرا..يرمم ما تعتقه الرياح وشمس الحق في الآفاق تعلو..كنسر بعدما انكسر الجناح إذا ما الروح آثرت التجلي..فإن الليل يفلقه الصباح”.

ويغطي مفهوم الأمومة في الشعر النسائي السوري المعاصر الوطن بأسره لأنه احتضن الجميع وعلمهم تحمل المسؤولية كما جاء في نص نثري للكاتبة امتثال السمان حيث قالت: “ليست كل من حملت وأنجبت وأرضعت نطلق عليها لقب أم فكل إناث المخلوقات تنجب..الأمومة هي الاحتواء والاحتضان وهي حمل المسؤولية والدعم في الأوقات المناسبة.. الأمومة لا تقتصر على النساء فقط.. فالوطن أم.. وسورية الكرامة هي سورية الأم”.

تباينت نصوص الشاعرات بين النثر والشطرين في تصاعد عاطفي شديد يدل على رفض المرأة السورية للإرهاب بصورة تدل على الانتماء الوطني عندها بشكل عام وعند الشاعرة بشكل خاص.