فتى سوري لاجئ يتعرَّض لاعتداء عنصري

تجمَّع آلاف البريطانيين لدعم فتى سوري لاجئ تعرَّض لاعتداء عنصري بالضرب المبرّح والخنق والغمر بالماء، من قبل متنمرين من تلاميذ مدرسته في "يوركشاير" في المملكة المتحدة. ونُشر مقطع "فيديو" للصبي السوري البالغ من العمر 15عاما، التقط له في مدرسة "ألموندبيري" في "هيدرسفيلد" غربي "يوركشاير"، وهو يتعرض للضرب من قبل طالب آخر، جره من عنقه على الأرض، ثم ثبته وسكب الماء عنوة في حلقه.

وهذه اللقطات صدمت البريطانيين واللاجئين، وأدت إلى تعاطف الآلاف منهم معه، وقاموا بجمع  آلاف الجنيهات لدعم عائلته. وكان الفتى السوري نجا من مدينة "حمص" التي مزقتها الحرب،  ليسيء إليه المتنمرون في المملكة المتحدة.

وحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، نظم مواطنون بريطانيون بحملة لجمع التبرعات للفتى وعائلته، والتي حققت أكثر من 108،000 جنيه استرليني في أقل من 24 ساعة، والمبلغ يستمر في الأرتفاع.

وأثار مقطع الفيديو الصادم للاعتداء، غضبًا وطنيًا وتدفقًا ضخمًا لدعم الصبي بعد مشاركته آلاف المرات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت إحدى النساء التي تبرعت باسم روز : "أجد صعوبة في الكلام عندما أفكر في كل شيء مرت به عائلته من خلال الهروب من سورية وبدء حياة جديدة في بلد يعامله بهذه الطريقة.. أريد أن أساعد بأي طريقة ممكنة".

وقال متبرع آخر يدعى سايمون بورتر: "الاطفال   السوريون اللاجئون الذين فروا من بلد مزقته الحرب الى المملكة المتحدة يتعرضون للاساءة في مدرسة بريطانية هذا غير مقبول". وأضاف ديفيد باتون: "فتى مسكين. تمكن من الهروب من الحرب والطغيان ، ليتعرض للمضايقات من قبل بعض المتنمرين في المملكة المتحدة. انه لعار على المملكة المتحدة".

وعبر المذيع البريطاني جيريمي فاين عن تعاطفه مع الصبي السوري، قائلًا على "تويتر": "أحاول مقاومة تسمية المتنمر، ولكن الأهم الآن هو ما نستطيع تقديمه للضحية، اللاجئ السوري الذي كان يعاني أساسًا من كسر في معصمه، ناتج غالبًا عن تنمر وعنف مشابه للأسف، يا له من أمر مفجع!".

في حين قال باري شيرمان، النائب عن حزب "العمل" في "هيدرسفيلد: "هذا الفيديو صادم للغاية، إنه اعتداء سافر على فتى يعيش في بريطانيا، نحن نحاول دعم أسرة الضحية منذ علمنا بالأمر، فهمنا أن المدرسة اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المهاجم، إلا أننا نتابع القضية للتحقق من تقديم كل الدعم المتاح".

وفتحت شرطة غرب "يوركشاير" تحقيقا في الحادث، وحسب صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية نقلا عن شرطة المدينة قالت الشرطة: "نحقق حاليا في تقرير عن اعتداء بدوافع عنصرية لفتى يبلغ من العمر 15 عاما، وقع في مدرسة "ألموندبيري" الأهلية، حوالي الساعة 1 ظهرا، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وقالت الشرطة إن الصبي المهاجم، الذي لا يمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية، سوف يمثل أمام محكمة للأحداث، في وقت لاحق. وكانت الشرطة قد قالت بادئ الأمر إنها تحقق في الحادث، بعد ورود تقرير عن حدوث اعتداء كان دافعه عنصريا.