النفط

شهدت بلدتا الحمران وترحين في ريف محافظة حلب السورية تفجيرات نجمت عن استهداف مصافٍ بدائية لتكرير النفط وأدت إلى عدد من القتلى والجرحى حسب ما ذكرت وكالات الأنباء.

 وقد أفادت مصادر أن 7 صورايخ من نوع أرض – أرض سقطت في ساحة تجمع شاحنات نقل المحروقات داخل تلك المحطات مصدرها البوارج الروسية المتمركزة قرب الساحل السوري.

الاستهداف أسفر عن وقوع انفجارات ضخمة، تسببت في أضرار مادية كبيرة، بالإضافة إلى وقوع 3 قتلى و18 جريحًا.

وتعتبر منطقة الحمران وترحين إحدى أهم المناطق في الشمال السوري التي تتم فيها عمليات تكرير النفط القادم من شرق سوريا.
وتسبّب القصف بدمار هائل في محطات التكرير في ترحين، وأحرقت النيران كميات كبيرة من النفط الخام المخزنة في

"الصهاريج" الأمر الذي صعّب من مهمة إخماد الحرائق على فرق "الخوذ البيضاء". وتسببت النيران بمقتل متطوع منهم، كما
تضررت أعداد كبيرة من الشاحنات التي تستخدم عادة في نقل المشتقات النفطية إلى داخل مناطق المعارضة.

يُشير الخبراء إلى أن هذا القصف الأكبر الذي قامت به القوات الروسية هو رسالة شديدة اللهجة إلى نظام الأسد الذي يحاول المراوغة عبر الإيهام بفرض سيطرته على الأرض، حيث أشارت روسيا بهذه الضربات أن عملية مكافحة الإرهاب التي تقوم بها منذ دخولها البلاد خط أحمر، لن يتجاوزه أحد حتى الحليف الأسد نفسه.

وقد ذكرت مواقع إخبارية أن "الإدارة الذاتية" المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، قد بدأت بتوريد النفط إلى مناطق محافظة إدلب وتركيا وذلك بعد اتفاق الأسد معهم ومع تركيا على تسهيل عبور الصهاريج المحملة بالنفط، حيث جرى هذا الاتفاق دون علم الجانب الروسي.

فهذا الإتفاق أكسب بشار الأسد كماً هائلاً من الدولارت من الأرباح العائدة من بيع النفط حيث تُحول هذه الأموال إلى أرصدته في الخارج.

 بالإضافة إلى الحصة الكبيرة التي يحصل عليها الأتراك من هذه الأرباح وبشخص وزير دفاعهم خلوصي آكار، والتي تمول بها الفصائل المسلحة مثل هيئة تحرير الشام التي كانت في السابق جبهة النصرة.

وحسب المصادر فإن نحو 80 صهريجًا تدخل دورياً مناطق سيطرة قسد، وتحديداً إلى حقول نفط العمر والتنك وكونيكو حيث تقوم الشركة الأمريكية "دلتا كريسنت اينيرجي" بالتنقيب عن النفط في هذه الحقول بعد إبرامها إتفاقاً مع الإدارة الكردية والذي جاء بمصادقة من مجلس الشيوخ الأمريكي للإفلات من حزمة العقوبات التي تفرضها قوانين العقوبات الأميركية.

لتتجه بعد ذلك على طريق "M4" الى نقطة تجميع منطقة الحمران بريف جرابلس، النقطة التي تم قصفها، ليُنقل النفط بعدها الى إتجاهين أساسيين أحدهما الحدود التركية لتهريبه وبيعه، والآخر الى مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظة إدلب ومحيطها.

يقول الخبراء أن الضربات الروسية الأخيرة هي رسائل تحذيرية للأسد وتهديد بعرقلة الانتخابات الرئاسية السورية وإزالته من سلطة البلاد وذلك بسبب الاتفاقات التي يقوم بها والالتفاف نحو المنفعة المادية بالوقت الذي يعيش الشعب السوري بالفقر والجوع والطوابير.

قد يهمك ايضا

حاكم المركزي يؤكد أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على العمليات المصرفية في سورية

"الاقتصاد" السورية تكشف عن تزايد طلبات إجازات استيراد المواد الغذائية