الحكومة السورية

ربما أصبح من نافلة القول الحديث عن حجم الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا ، ولكن الجديد في القضية حدوث انهيار أمني نتيجة الانهيار الاقتصادي والفساد المستشري، والذي سيهوي بالوضع السوري إلى الحضيض أكثر فأكثر. في حين أن النظام السوري يكتفي بالوعود الكاذبة والتمسك بالسلطة على حساب البلاد والعباد.

كان الفساد مستشرياً كالملح في الطعام إبان سيطرة الحكومة السورية على كامل الجغرافيا السورية ومفاصل المؤسسات فيها نتيجة السياسات الخاطئة للنظام الحاكم، بالإضافة إلى المحسوبيات وتعيين أقارب رئيس هرم النظام في مناصب حساسة في الحكومة وفي مناصب أمنية مفصلية في البلاد.

على سبيل المثال لا الحصر، يُعتبر ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد من المسببين الرئيسيين للمشاكل الكبرى التي يعاني منها الاقتصاد السوري، حيث أنه يسيطر على 15% من الاقتصاد السوري، بالإضافة إلى أنه يعتمد على أكبر رجال الأعمال في سوريا في غسيل الأموال والابتزاز.

كما لا يخفى عن أحد أن إبن خال الرئيس السوري والذي كان مُهيمناً على أكثر من ستين بالمئة من الإقتصاد السوري، قد نشر غسيله الملوث على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، وكشف عن غير قصد إثر خلافه مع الأسد، للشعب السوري عن حجم الفساد والتجاوزات الاقتصادية التي كانت ومازالت تحصل.

كما انتشرت في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات وسخط من قبل موالين للأسد تجاه النظام القائم، نتيجة للفساد المستشري في البلاد وعدم قدرة النظام السوري على ضبطه بسبب يطرة الدائرة المقربة من الأسد على الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد.

هذا ويشير الخبراء إلى أن تردي الوضع الاقتصادي في سوريا قد أدى إلى زعزعة علاقات النظام السوري مع حليفه الاستراتيجي الروسي. حيث أن الروس كانوا قد حذروا النظام السوري من الفساد المنتشر بشكل كبير في البلاد، والخطر الناجم عن زيادة نسبة الفقر بين المواطنين، بالإضافة إلى عدم توفر الوقود والكهرباء في مناطق سيطرة النظام، وأعطوه فرصة لإعادة السيطرة على الوضع الاقتصادي والخدمي في البلاد، لكن دون جدوى.

حيث جاء انسحاب قوات الشركة العسكرية الخاصة الروسية فاغنر من دير الزور صفعة للنظام من قبل حليفه، مما إضطره لنشر ميليشيات الدفاع الوطني. ويضيف الخبراء أنه بعد انسحاب قوات فاغنر، صعّد تنظيم داعش الإرهابي من هجماته في دير الزور والمناطق التي حولها، مما يدل على هشاشة قوات النظام السوري وانعدام قدرتها على الدفاع عن المدن وحماية المدنيين بعد أن شهدت المدينة هدوءاً لحوالي العامين مع انتشار الروس فيها.

يُذكر أنه قد قُتل ما لا يقلّ عن 30 عنصراً من قوات النظام السوري وجرح 15 آخرون، في كمائن نفذها إرهابيو تنظيم داعش في المنطقة منذ نهاية العام المنصرم الى الآن، ناهيك عن جرائم القتل والخطف وإستهداف المدنيين في دير الزور ومحيطها.

أكدت مصادر عديدة أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى من جديد أن يتمدد في المناطق التي خسرها في السابق، وعدم قدرة النظام السوري على الوفاء بوعوده أمام حليفه الروسي في ضمان مرحلة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين السوريين. وذلك يرتبط بالعجز الاقتصادي للنظام السوري وعدم قدرته على تأمين الاحتياجات الرئيسية للشعب السوري، وسرقة لقمة عيشهم. لقد بات الشعب السوري الآن يعيش أكبر كارثة إنسانية في التاريخ، وربما أحد أكبر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.

قد يهمك أيضا

الحكومة السورية المؤقتة تمنع تداول فئة 5000 ليرة الجديدة

"كفاءات الحكومات" تعبر باقتصادات الخليج لمرفأ الأمان