الليرة السورية

في خطوةٍ جديدة تضاف لعمليات التتريك المتبعة منذ فترة في المناطق والبلدات السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل مسلّحة موالية لأنقرة، أقر المجلس المحلي لمدينة أعزاز، قراراً يقضي ببيع وشراء الذهب بالليرة التركية.

وتزامن هذا القرار مع انهيار الليرة السورية، التي تشهد تراجعاً هو الأكبر من نوعه منذ سنوات، حيث وصل سعر صرفها إلى أكثر من 850 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي الواحد.

وكشف المجلس المحلي لمدينة إعزاز ، التي كانت تقيم فيها شقيقة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي قبل أن تعتقلها السلطات التركية، الشهر الماضي، عن أنه "بعد اجتماعٍ بين مجلس مدينة أعزاز وصيّاغ المدينة، تم إقرار تسعير الذهب بالليرة التركية". وأضاف في بيان صدر قبل يومين أن "الصاغة سيعرضون التسعيرة بالعملة التركية" عبر شاشاتٍ رقمية، مشيراً إلى أن "فرق السعر بين مبيع وشراء الغرام الواحد من الذهب، هو 7 ليرات تركية".

وعلى الرغم من أن وسائل إعلامٍ سورية معارضة ومدعومة من أنقرة روّجت أن "تداول الليرة التركية بدلاً من السورية في شراء وبيع الذهب سيساهم في تنشيط حركة الأسواق"، إلا أن بعض أهالي أعزاز الذين تواصلت معهم "العربية.نت"، نفوا ذلك.

بائعو الذهب المستفيد الأول
وقال أحد السكان الذي أخفى هويته خشية الاعتقال إن "هذا القرار يأتي نتيجة عدم استقرار الليرة السورية وبيع وشراء الذهب بالعملة التركية بدلاً منها، يستفيد منه بائعو الذهب، لا السكان المحليون". وأضاف أنه "مع تراجع الليرة السورية، اضطر الكثير من الناس لبيع بعض القطع الذهبية التي كانوا قد احتفظوا بها في وقتٍ سابق".

إلى ذلك، قال "يتم بيع تلك القطع في مناطقنا الآن بالليرة التركية، لكن بعد ذلك يضطر الأهالي لتحويل ما قبضوه من بائعي الذهب إلى الليرة السورية وبالتالي يستفيد الصاغة مرتين، الأولى من شراء الذهب، فهناك فارق عدة ليرات تركيّة بين أسعار البيع والشراء، والمرة الثانية حين يحوّل لهم الباعة تلك الأموال من الليرة التركية إلى السورية، وهنا أيضاً يوجد فارق كبير بين الأسعار".

ويبدو أن المجلس المحلي لمدينة أعزاز يحاول تدريجياً جعل الليرة التركية العملة الرسمية المتداولة في المدينة الواقعة شمال حلب. ويساهم في ذلك مجالس محلية أخرى تخضع لأنقرة

تتريك المدارس والمؤسسات
وتعمد المجالس المحلية الموالية لأنقرة منذ فترة إلى تتريك الأماكن العامة كالمدارس والمستشفيات في مختلف مناطق تواجدها مثل الباب واعزاز وعفرين والراعي، حيث تُرفع فيها رايات تركيا وأعلامها بالإضافة لصور رئيسها رجب طيب أردوغان بحجمٍ كبير.

ويتكرر اليوم التتريك ذاته مرة أخرى في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرق سوريا بعد سيطرة أنقرة عليهما إثر هجومها العسكري الأخير يوم التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

والعام الماضي، قررت بعض المجالس المحلية الموالية لأنقرة، العمل وفقاً للتوقيت المحلي لتركيا، وقال مسؤولون في المجلس المحلي لبلدة اخترين آنذاك إن هذه الخطوة جاءت "لمنع التعارض بين توقيت المنطقة الزمني وبين التوقيت التركي"، وأضافوا حينها في بيان أن "هذا القرار يأتي لمقتضيات المصلحة العامة".

وقد يهمك أيضا:

الليرة السورية تعوّض تراجعها بشكل سريع والدولار ينخفض من 691 إلى 645

نمو طفيف للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في الربع الثاني من عام 2019