الرئيس الأميركي دونالد ترامب

العناوين الاقتصادية البراقة التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشعب الأمريكي ذهبت أدراج الرياح بعدما حطم العجز التجاري للولايات المتحدة الأرقام القياسية ببلوغه مستوى غير مسبوق في تاريخ البلاد والبالغ 2ر891 مليار دولار.

الخبراء الاقتصاديون الأمريكيون رأوا أن العجز التجاري يزداد بفعل طيف واسع من العوامل الاقتصادية أهمها نقص المدخرات الوطنية جراء تقليص ضريبة الدخل للشركات والأفراد العام الماضي.

الحرب التجارية لترامب مع الصين وإجراءاته ضد المكسيك والاتحاد الأوروبي لم تكن بعيدة عن مسببات هذا العجز الاقتصادي الأميركي والذي بلغت نسبته 8ر18 بالمئة حتى بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية باهظة على السلع المستوردة من أكبر شركائها التجاريين.

ترامب حاول إلقاء فشله الاقتصادي على البنك الاحتياطي الفيدرالي واصفاً إياه بالجنون جراء اتباعه سياسات صارمة تسببت باضطراب البورصات الأمريكية وقال في هذا الشأن: عندما تم إطلاق السوق في الحال كان يمكن أن يكون الأمر أفضل.. فقد تم خلق ثروة إضافية ضخمة واستخدامها بشكل جيد للغاية.. مشكلتنا الأكثر صعوبة ليست في منافسينا بل تكمن في الاحتياطي الفيدرالي.

صحيفة واشنطن بوست رفضت تبريرات ترامب ورأت أن الأرقام الهائلة التي بلغها العجز التجاري الأمريكي تأتي خلافاً لوعوده الانتخابية “باحتواء المشكلة بسرعة”.

الصحيفة الأمريكية حذرت من أن إبقاء الرسوم الجمركية لعام جديد سيدفع العديد من الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في المصانع الصينية لتحويل عملياتها إلى مناطق أكثر أمناً من الناحية الاقتصادية.

التخبط الملموس في سياسات ترامب الاقتصادية وانتهاجه أسلوب العقوبات في وجه الدول المنافسة عادت وبالاً عليه وجعلته في موقف محرج للغاية ولاسيما أن مسألة إدخال تغييرات شاملة على التجارة الدولية وخفض العجز الأميركي في موازين التجارة كان من بواكير وعوده الانتخابية وبالنسبة لرئيس يعتبر الخلل في الميزان التجاري هزيمة لأكبر اقتصاد في العالم فإن هذه الأرقام الجديدة تمثل انتكاسة كبرى لسياساته.

قد يهمك أيضًا:

اتفاق صيني أمريكي على استئناف المفاوضات التجارية

وزير الإسكان الهندي مستعدون للمساهمة بإعادة الإعمار في سورية