كتاب عن عزيزة هارون

عزيزة هارون صوت ندي رخيم من الأصوات الشعرية النسائية التي دافعت عن حقوق المرأة وإنسانيتها بعد أن وقعت في براثن العادات والتقاليد الشرقية فضلاً عن كونها رائدة من رائدات الشعر النسوي السوري.

وتحت عنوان “عزيزة هارون الشاعرة ذات الديباجة البحترية والنزعة الصوفية الإنسانية” أصدرت وزارة الثقافة كتاباً يتضمن وقائع الندوة الثقافية الشهرية التي تناولت سيرة وتجربة حياة الشاعرة بدءاً من “الغزل في شعر عزيزة هارون” محور دراسة الدكتورة فاطمة تجور تحدثت فيه عن علاقة الشاعرة هارون بالشاعر بدوي الجبل مبينة أنه أهدى إليها قصيدته “تقسم الناس دنياهم وفتنتها.. وقد تفرد من يهوى بدنياه.. مدله فيك ما فجر ونجمته .. موله فيك ما قيس وليلاه”.

وأشارت تجور إلى ثقافة الشاعرة هارون الأنثوية ونظرتها السحرية إلى المحبوب وبوحها الغنائي ونزعتها الرومانسية كما في قصيدتها مطر الحب حيث تقول: “أغرق في الأرض العطشى يا مطر الحب.. أروي الدنيا كل الدنيا وأغمر قلبي” لافتة إلى لغة هارون التي صيغت من زهر وجمر تتدفق من فم سيدة متألقة بالموهبة مشعة بالجمال الخارجي والداخلي.

أما دراسة الدكتورة منيرة فاعور فحملت عنوان “أصداء الحياة الاجتماعية في شعر عزيزة هارون” وذكرت فيها ما قاله أعلام الأدب والفكر في الشاعرة ومنهم عميد الأدب العربي طه حسين: “إن موهبتك نابعة من ذات نفسك ولو كنت تجيدين الفرنسية لقلت أنك متأثرة بالشعراء الفرنسيين” ووصفها الأديب الدكتور عبد السلام العجيلي ب”الشاعرة الياسمينة” ورآها ميخائيل نعيمة “أشعر الشعراء”.

وتطرقت الدكتورة فاعور إلى سيرة هارون الذاتية مبينة أنها ولدت في حي القلعة باللاذقية ونالت الشهادة الاعدادية فيها وتزوجت بسن مبكرة ما حال دون متابعة تعليمها وبعد فشل زواجها الأول تعرضت لزواجين فاشلين من الشاعر محمد نذير الحسامي ثم السياسي قدري المفتي ويبدو أن الإخفاق المتكرر في زواجها خلف آلاماً نفسية قاسية لتتوظف في إذاعة دمشق أمينة مكتبة ولتتفرغ لنظم الشعر وإلقائه في برنامج “شاعر ينشد” وذاع صيتها وطارت شهرتها وأقبلت عليها النوادي الأدبية لتستضيفها في أمسياتها الشعرية.

الدكتور ثائر زين الدين قدم دراسة بعنوان “المؤثرات التراثية وتجلياتها في شعر عزيزة هارون” مبيناً علاقة الشاعر الحديث بتراثه بين هارب منه وهارب به ولاجئ إليه ليتطرق إلى علاقة هارون بالتراث “فهي لم تستطع أن تتجاوز موقف الهروب إلى التراث بل تصفه وتعبر عنه لكنها لا تستطيع أن تستلهمه أو تعبر به بمعنى أن تجعل منه أداة فنية لنقل رؤاها”.

ولفت زين الدين في دراسته إلى أن في تجربة هارون قصيدتين يتيمتين حاولت فيهما أن توظف التراث الإنساني الفني التشكيلي والموسيقي الأولى بعنوان “بائعة الزهور” والثانية كتبتها بتأثير مقطوعة موسيقية كلاسيكية ولكنها لم تشر إلى اسم المقطوعة أو مؤلفها وهل هي شرقية أم غربية ما يحرم المتلقي كثيراً من إمكانية التواصل العميق مع القصيدة ويبقيها معلقة في الهواء قليلة الدلالات محدودة الفضاءات والقصيدة بعنوان “شلال”.

وفي نهاية الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مختارات من شعر عزيزة هارون نحو ثلثي الكتاب الذي يقع في 168 صفحة من القطع الكبير.

قد يهمك أيضًا :

best seller وهم الأكثر مبيعًا فى الوطن العربي

اتحاد كتاب مصر ينعى السيناريست محمد نادر خليفة