مزارعون في الرقّة

أبدى فلاحون استياءهم من تأخر "الإدارة الذاتية" الكردية في سداد فواتير مستحقة لهم ثمن قطن مباع لشركة التطوير الزراعي التابعة للجنة الاقتصاد في "مجلس الرقة المدني" في محافظة الرقة شمالي شرقي سورية، وقالوا الاثنين، إن خسائرهم تجاوزت 50 بالمئة بسبب هبوط قيمة العملة السورية مقابل الدولار، فالفواتير كان يجب أن تدفع في شهر تشرين الثاني 2019 وإلى الآن لم يتم دفعها، مؤكدين أن "الإدارة الذاتية" ترفض دفع المبالغ حسب قيمتها بالدولار ومصرة على دفعها بالليرة السورية.

وأضاف أحد الفلاحين أن خسارته تقدر بنحو 5500 دولار في كمية قطن باعها أواخر تشرين الثاني الماضي، عندما كان الدولار يساوي 660 ليرة، في حين تجاوز في الأيام الأخيرة الـ 1000 ليرة، فيما لفت مدير مالية شركة التطوير الزراعي، صالح العلي، أن الشركة استلمت منذ بداية موسم القطن نحو 1077 فاتورة تم دفعها بالليرة السورية باستثناء 37 فاتورة، مشيرا أن سبب التأخير في الدفع يعود  للاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة لا سيما هبوط الليرة الحاد مقابل الدولار.

وتعلن "الإدارة الذاتية" بشكل دوري، قرارات حول أمور اقتصادية مرتبطة بالحياة اليومية للأهالي، مثل تحديد سعر برميل المياه وأرباح الأدوية وأسعار تأجير المنازل في بعض المدن الواقعة تحت سيطرتها، ذلك في ظل قرارات أخرى تعتبرها أحزاب كردية ومدنيون بأنها "انتهاكات"، مثل التجنيد الإجباري وقضايا تتعلق  بالتعليم.

وفي 18 كانون الثاني الجاري أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد  مرسوما تشريعيا يشدد العقوبة على المتعاملين بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات بعد أن وصل سعر صرف الدولار الأمريكي الخميس 16 كانون الثاني 2020، إلى 1200 ليرة سورية في معظم المناطق السورية.

ويعتبر سعر صرف الليرة السورية الأسوأ بتاريخ الجمهورية منذ الاستقلال وانفصال الليرتين السورية واللبنانية، إذ كان الدولار يساوي ليرتين عام 1961 م و53 ليرة عام 2005 و 47 ليرة عام 2010 و49 ليرة عام 2010، لتنهار الليرة بعد عام 2011 بشكل متسارع، حيث سجل الدولار عام 2016 سعر 640 ليرة لتتحسن قيمتها بشكل طفيف عام 2017 ليصل إلى 500 ليرة.

قد يهمك ايضادرعا.. أكثر من 203 ملايين ليرة القروض الممنوحة للجمعيات الفلاحية في ازرع

إقبال كبير من الفلاحين على المشروع الوطني للتحول والري الحديث