الشاعر والفنان التشكيلي حسن محرز

يرسم الشاعر والفنان التشكيلي حسن محرز بالكلمات لوحة القصيدة وبالألوان قصيدة اللوحة وتنساب بين صوره موسيقا الشعر بإيقاعات تتماوج وتظهر مرة في بناء القصيدة من الخارج من خلال اتباعه أوزان الخليل في شكلي القصيدة الموزون العمودي والتفعيلة ومرة في بنية القصيدة الداخلية من خلال صوته المهموس ورؤاه الحالمة وصوره العذبة.

ولعل اسم ديوانه الأول “ألحان الندى والتراب” 2007 يبين شغفه باللحن الذي يضيف إلى المعنى الشعري حالة جمالية عذبة وفي لوحته على غلاف ديوانه الأخير أرج الهواجس والحنين حيث يمتزج اللحن باللون والحزن والعشق الأبدي بامرأة من حقيقة وخيال.

وأوضح الشاعر محرز في مقابلة لسانا أن للموسيقا دورها في تجلية المشاعر كما للألفاظ والتراكيب والصور سواء كانت هذه الموسيقا خارجية أم داخلية والموسيقا فن عريق لا أحد يستطيع تجاهله للتعبير عن مكامن النفس ونوازع الوجدان.

وبين محرز أن الشعر هو التعبير عن خلجات نفس الشاعر وارتبط بآماله وآلامه فأي موضوع يشغل الذات المبدعة وينسجم مع الذوق العام يصلح لأن يكون  موضوعا شعريا طالما أنه وليد المناسبة والموقف الانفعالي.

كما لفت محرز إلى الحاجة الدائمة الى التجديد فالثبات هو الموت.. وطبيعة الحياة قائمة على التجدد والتطور.. والحالة الشعورية عند الشاعر تتغير بين لحظة وأخرى.. والشعر عندما يأتي نتيجة طبيعية لنفسية الشاعر وأحاسيسه فهو جديد بالتأكيد.. ويعتبر مجموعته الثانية “أرج الهواجس والحنين” ابنته الثانية وليست تؤما للأولى ولا سيما أنها خلاصة تجربة وجدانية وليدة مرحلتها ومن الطبيعي أن تختلف عن سابقتها ولكن إن وجد تشابه ما فذلك مرده لكونها أختها بالتأكيد.

وقال محرز: “الشعر عندي سيد الفنون.. والنص الشعري عندما تعركه سويداء القلب ويزينه الخيال المبدع وتهذبه الذائقة الأدبية يخرج كالدر ليكون الأبهى والأقدر ليحقق التميز والتفوق على ما سواه”.

محرز الفنان يرى أن الألوان تتكلم بلغتها وأن التعاطي مع اللوحة فرصة لراحة النفس وإراحة الحروف لافتا إلى أن كل الفنون هي استجابة لحالة شعورية ما تعكس نبض الأديب وخلجات نفسه الداخلية.

كما اعتبر أن الواقع الثقافي يختلف عن المأمول لجهة عمل المؤسسات الثقافية حيال الشعر والأدب متأملا الأفضل في الأداء مشيرا إلى أن هناك بعض الركود ينتاب جمهور الكلمة مقترحا فسح المجال أكثر للنشاطات الأدبية لتأخذ مجراها الطبيعي الحق.

والشاعر والفنان حسن يوسف محرز مواليد 1967 حائز إجازة جامعية في الأدب العربي ودبلوم تأهيل تربوي وهو مدرس للغة العربية في ثانويات اللاذقية  وينشر نتاجه في الصحف والمجلات السورية.

قد يهمك أيضًا :

رحلة بصحبة اللون والكلمة بنكهة سورية

"متاحف الفنون الجميلة" في حلقة نقاشية في اﻹسكندرية