الزهور البرية

طبيعة الجبال وزهو السنديان وعبق الزهور البرية تركت أثرها في وجدان الشاعر ثائر محفوض لتتدفق القصائد في شعره حاملة الصلابة والإنسيابية والعبق لتتحول في ظل الحرب الإرهابية على سورية إلى سلاح يدفع به زيف الظالمين ويرفع به المعنويات ويتغنى ببطولات الجيش العربي السوري وعطائه الذي لا يفوقه عطاء.

سانا استضافت الشاعر محفوض الذي بين أنه فطر على حب الشعر لأن جمال الطبيعة في القرى يدفع المرء ليكون شاعرا بالفطرة لافتا إلى أنه بعد تقاعده من عمله السابق كضابط في المؤسسة العسكرية والذي شغله عن موهبته الادبية وجد ضالته أخيرا في الكتاب ليجدد نشاطه في المراكز الثقافية وعلى منابر الكلمة ويصدر مجموعته الشعرية الأولى /تراتيل الودق/ التي كان الجمال والطبيعة الخضراء الشاغل الأهم فيها حيث يقول: “يا ضياع الحسن في سفح الروابي.. كالملاك، الطهر في خضر الروابي.. إنني في حضرة التلات أمسي… سنديان الروح مخضر الثياب.. كم جميل أن تكون الأرض أنثى.. حين أصل الخلق من هذا التراب”.

تلك الموسيقا العذبة في شعره مردها قناعة الشاعر محفوض أن أي شعر لا يحمل موسيقا راقية فهو ضعيف لأن المتلقي العربي يطرب للنغم والايقاع وهذا لا يعني أن يكون ذلك على حساب المعنى والحس المرهف مشيرا الى انه لا توجد كلمة شاعرية وإنما انتقاء الكلمة في مكانها الصحيح هو الذي يمنحها شاعريتها.

وأوضح محفوض أن الطبيعة البكر والوديان والجبال المكتسية بالثلوج وأشجار السنديان العميقة الجذور والوارفة الظلال كانت شاغله قبل العدوان الارهابي على سورية اما الآن فشغلته هموم الوطن لذلك سخر شعره للتغني ببطولات الجيش وتضحياته فلا توجد قصيدة في الكون مثل التي يكتبها الشهداء بدمائهم.

وبين محفوض أن المرأة في شعره تعني الأرض والعطاء والخير فهي التي أنجبت الابطال الذين دافعوا عن الوطن وهي الاخت التي شدت على سواعدهم وزغردت في عرس شهادتهم وهي الزوجة التي حملت الرسالة بعد تضحية زوجها.. إنها سورية الأم العظيمة التي تشبه كل السوريات ويشبهونها.

ويتابع محفوض أن الحداثة في الشعر مطلوبة وأن لغتنا العربية واسعة وكثيرة الاشتقاقات مبينا أن الحداثة التي ظهرت في خمسينيات القرن الماضي لها جمالياتها سواء قصيدة التفعيلة او قصيدة النثر او حتى القصة فالمقياس هو جمال المادة ذاتها وليس المدرسة التي تنتمي اليها مشيرا الى ان البعض استسهلوا بعض الأنواع الأدبية مثل قصيدة النثر والقصة القصيرة فجاؤوا بمواد هزيلة بعيدة عن مقومات الأدب والعبرة بمن يكتب هذه المادة وهل هو قادر على رفع سوية نصه أم لا والنثر ليس حالة هروب من الوزن والموسيقا وإنما هو حالة إبداعية عالية كأعمال نزار قباني النثرية وسواها.

كما طرق محفوض باب القصيدة المحكية بسوية عالية وصور محلقة خاصة أنه يخاطب الجمهور باللغة التي يستخدمها في حياته اليومية مؤكدا دور الإلقاء في الشعر لأن الشاعر يعطي للصور التي رسمها بكلماته مداها.

قد يهمك أيضًا:- 

الكشف عن بهو قصر الملك رمسيس الثاني في سوهاج

آثاريون يكتشفون نقشًا أثريًا على الفخارعمره 4 آلاف عام