رواية "خبيئة العارف"

 اتفق كتاب ونقاد أن رواية عمار علي حسن الأخيرة "خبيئة العارف" التي صدرت طبعتها الثالثة عن الدار المصرية اللبنانية مؤخرا متعددة المستويات الفنية وتوظف بعض التقنيات الروائية لخدمة النص، الذي يستفيد من سيرة الشيخ أبو العزائم في مواجهة ما يجري الآن في بلادنا.

وقال النقاد في أولى ندوات المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب إن الرواية تركز على الحاضر بالأساس، وتستعمل الماضي في مساءلة ما يجري الآن من وقائع وأحداث، فيما قال الروائي حمدي البطران، الذي أدار الندوة، إن الرواية تتسم بالصدق الفني، والجاذبية.

وأوضح الدكتور سمير مندي الناقد وأستاذ الأدب العربي بالجامعة البريطانية أن الرواية تطرح أسئلة جذرية حول الأشياء بمستوى استعاري ورمزي، وتتوزع حبكتها في اتجاهين، الماضي والحاضر، وتطرح تصورات حول الحقيقة التاريخية، وكيف أن هناك اختلافا حول تفسيرها، وكيف يمكن أن تبدأ كتابة التاريخ من أسفل، أو أن يحضر الهامش بقوة في مجراه، ويشكل رافدا مهما له.

وتابع مندي أن الرواية تطلب من قارئها ألا يستسلم لما يقرأه حول التاريخ، إنما عليه أن يضعه محل شك وتساؤل، الأمر الذي يجعل الرواية "تطرح رؤية مستنيرة" لا تخطئها عين من يقرأها، رغم توافر كثيف للجوانب الجمالية من حيث اللغة، وتعدد الرواة، وبناء الصور وغيرها.

وقالت الروائية عزة كامل إن الرواية تنطوي على طرق متعددة للسرد، من خلال راو عليم وآخر متكلم، وأسماء حاضرة لأشخاص وأشياء وأخرى تراثية، وتستعمل شخصية تاريخية هي الشيخ أبو العزائم لكنها تتعداه إلى فهم ما يجري الآن.

من جانبه ، قال الناقد الدكتور عصام العدوي إن الرواية تستفيد من سيرة شيخ صوفي كبير، ومن التاريخ، لتعكس كل هذا على الواقع المعيش، وتربطه في الوقت نفسه بخيال باذخ يثير الدهشة، لا ينقص منه أن الرواية تتعامل مع أحداث سياسية معاصرة.

وقالت الناقدة والكاتبة د. ماجدة عمارة إن شخصية الصوفي في هذا الرواية نضالية، تختلف عن شخصية الشيخ عبد الله البلخي في رواية "ليالي ألف ليلة" لنجيب محفوظ، حيث أنه صوفي حكيم رواقي منعزل.