محصول التبغ

بقلق واضح تحدثت سميرة شاويش أم لستة أطفال من قرية رام ترزة في القدموس بريف طرطوس عن التلف الكامل لمصدر رزق عائلتها من محصول التبغ الذي زرعته على مساحة 3 دونمات بفعل العاصفة التي ضربت المنطقة مؤخرا وتقول خلال حديثها مع سانا.. لم يتبق لنا أي شيء يؤمن مصدر عيشنا بعد أن وضعنا كل ما نملك في زراعة المحصول مع العلم أننا حصلنا على أغلب المواد اللازمة للزراعة بالتقسيط.

وتعرضت عدة مناطق في سورية من بينها منطقة القدموس لعاصفة مطرية ممزوجة بالبرد استمرت نحو ساعة ووصلت سماكة البرد بالمنطقة لحوالي 40 سم أدت لتضرر كبير بمحاصيل التبغ في قرى رام ترزة وبدوقة وحدادة. 

مدير زراعة طرطوس المهندس تيسير بلال أشار إلى أن حجم الاضرار الأولية يقدر بـ 2811 دونما لنحو 2225 مزارعا لافتا الى وجود لجان مختصة تتابع عملية حصر الاضرار في القرى التي تعرضت للعاصفة وستقدم خلال 15 يوما تقريرها الدقيق والمفصل حول الواقعة.

المزارع سلمان حميدي أشار أيضا إلى أن كامل محصول الدخان الذي زرعه على مساحة 5200 مترمربع تعرض للتلف إضافة إلى الأشجار المثمرة من تين وكرمة ومشمش مؤكدا أن المنطقة بشهادة المعمرين فيها لم تشهد مثل هذه العاصفة منذ عقود.

زراعة التبغ تعتبر الوحيدة التي تحقق مردودا اقتصاديا جيدا في ريف القدموس بسبب الطبيعة الجبلية القاسية وهي تحتاج أيضا للكثير من العناية والاهتمام على مدار العام.

المزارع حميدي عرض للمشاق التي يتحملها مزارعو التبغ لحين جني المحصول بداية بتحضير الشتول وانتهاء بالزراعة والقطاف والبيع لمؤسسة التبغ مطالبا بتعويض المزارعين المتضررين وخصوصا الذين تعرض محصولهم للتلف الكامل.

وإضافة لأهميتها الاقتصادية للسكان تشكل زراعة التبغ حاجة اجتماعية لتثبيت السكان في مناطقهم لانهم في حال فقدوا مصدر رزقهم يضطرون لمغادرة قراهم واللجوء الى المدن بحسب هيثم سليمان رئيس الرابطة الفلاحية بالقدموس.

سليمان أكد ضرورة إيجاد صندوق خاص لدعم هذه الزراعة التي تتعرض سنويا لنكسات مماثلة منوها بأنه سبق أن تعرضت العام الماضي لأضرار كبيرة ولم يحصل السكان على أي تعويض من صندوق مكافحة الجفاف.