تحية لسوريانا معرض فني

الأساطير السورية القديمة وخاصة الأوغاريتية كانت العنوان الأساسي لمعرض “تحية لسوريانا” الذي احتضنته صالة الحكمية للفنون باللاذقية للفنان التشكيلي محمد أسعد “سموقان” فاغتنى من الرموز الحضارية الضاربة في القدم.

وضم المعرض 43 لوحة أخذت طابعاً تعبيرياً احتفت بسورية من خلال شجرة الحياة الموجودة في أساطير أوغاريت بكامل عناصرها وتألقها مثل طقوس الحياة وطقوس الخصب والحيوانات والصيادين والصراعات ولتروي من خلال اللون والتكوين بعضاً من ملاحم الإله بعل إله الخصب في الأساطير السورية ومن دون خروج من الأساطير تبرز مجموعة من الأعمال الفنية لتكوينات حيوانية أبرزها القطط التي يرى فيها سموقان في تصريح لمراسلة سانا رمزاً للسلام والمحبة كما أنها جلابة للحظ ولها قدسيتها في الأساطير المصرية التي ترمز للأمومة والخصوبة ليجد لها مكاناً من خلال أعماله.

تميز الأعمال بالغنى البصري والكثافة في المفردات عزاه الفنان سموقان إلى أن اللوحة بالأساس مشروع بصري حامل لقيمة دلالية “الشكل قائد للمعرفة” وليس العكس فالفنان التشكيلي برأيه همه الأول بصري معتبراً أن أعماله يمكن أن توحي للمشاهد “كل بحسب ثقافته البصرية” مفاهيم ودلالات متعددة لكنها في مجملها توصل رسالته: “لدي كثافة بالعمل لكن كل عنصر مرئي جداً برغم عملي على اللامرئي”.

وتنوعت أشكال وأحجام الأعمال التي استخدم فيها سموقان الألوان الزيتية والاكريليك مع سكاكين الرسم “مشاحف صغيرة للرسم” الأمر الذي أعطى أعماله طابعاً خاصاً بحسب رأيه مشيراً إلى شغفه عند اختيار موضوع معين في معالجة رسمه مئات المرات ليصل إلى روحه وليس شكله الخارجي فقط  وهذا ظهر جلياً في أعماله السابقة عن الغابة والإنسان.

وعن الحركة التي تشهدها الساحة التشكيلية المحلية يرى سموقان أن الإنسان والفنان السوري لم يتوقفا عن الإبداع طيلة فترة الحرب التي زادت من إصراره على الإبداع وتطوير أدواته وليعبر كل بطريقته ومن موقعه عن محبته لبلده.

الفنان التشكيلي بسام ناصر رأى أن المعرض ضم خلاصة تجربة الفنان سموقان الذي يمتلك أسلوبه وبصمته الخاصة على الساحة الفنية فجاءت أعماله أشبه بالرقم الأوغاريتية وحكت كل لوحة قصة أو ملحمة أسطورية من أوغاريت القديمة حيث نجد (الصيد.. الرقص ..الحرب) إلى جانب حيوانات بوضعيات مختلفة تعطي وجوهها تعابير وانفعالات إنسانية.

بدورها الفنانة التشكيلية لينا ديب اعتبرت أن سموقان الذي يمتاز بجمالية أعماله من حيث التكوين واللون والطرح فنان معطاء غزير الإنتاج والساحة الفنية في سورية تحتاج لهكذا فنان ينشط الحركة التشكيلية فيها.

يذكر أن الفنان سموقان من مواليد 1951 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ولديه العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وسبق أن شارك بعرض في متحف اللوفر الدولي الذي تقيمه أكاديمية ديفيني للآداب والفنون كل عام احتفاء بتأسيس الأكاديمية حيث كرم بالميدالية الذهبية.

 

قد يهمك أيضًا:

افتتاح وحدتين لتصنيع الصابون والألبان بريف اللاذقية

توزيع 38 منحة حديقة منزلية في قرية بطشاح بريف اللاذقية