الأردنية غدير سعيد حدادين

أكّدت الشاعرة والتشكيلية والناشطة بالعمل الاجتماعي الأردنية غدير سعيد حدادين، أنّ الشعر لم يحمل كل هموم المواطن العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص، ولكنه يعبر وبصورة نسبية عن هذا الهم بطريقته وأسلوبه الشيق في توصيل الرسالة، مشيرة إلى أنّ الشعر عبر بطريقته وأسلوبه الجميل والممتع عن بعض من هذه الهموم الكثيرة التي يعاني منها الناس، ومبيّنة أن "الحديث عن هذه الهموم  تعبر من مساحات وزوايا مختلفة ومن عدة جوانب، وأن الشعر قد قارب هذه الهموم بدرجات متفاوتة".

وأضافت حدادين، في مقابلة مع "العرب اليوم"، أنّ هناك هموم لها طابع وطني وقومي، وأخرى لها علاقة بصعوبات الحياة واحتياجاتها، وأخرى لها علاقة بالأمنيات والمشاكل الاجتماعية، ومنها ما يعود إلى الجوانب الوجدانية والنفسية والعاطفية للمواطن، وأخرى تتعلق بالحرية والطموحات، وأكدت أن الشعر وحده ليس كافيا لتغطية كل هذه المساحات، لكنه شمل كل حقول الإبداع والأدب وأن  نضوج الشعر وارتقائه أصبح أكثر تعبيراً عن كل الهموم، لارتباطه وتفاعله مع حقول الإبداع الأخرى.

وأضافت حدادين، أنه من الصعب توقع أن يكون الشعر في الوطن العربي في الذروة بينما تعاني الرواية أو القصة أو الفن التشكيلي أو الدراما أو الموسيقى والغناء أو السينما أو المسرح من اختلالات عميقة، وأوضحت أن الشعر في الوطن العربي  احتل موقعا متقدما مقارنة بغيره من الحقول الإبداعية، وهو لا يزال يحاول، فهناك أجيال شابة لها رؤيتها في وعي وفهم الهموم الاجتماعية، مردفة "نحن في سياق تجربة متواصلة لا تتوقف، وأمام هموم تنتهي وهموم تبدأ"، وسيواصل الشعر الاقتراب من التعبير عن تلك الهموم ولكنه لن يصل إلى لحظة تغطيتها بالكامل، وفيما يخص دور المؤسسات الثقافية وإسهاماتها في دعم الشعراء والأدباء ، قالت أن هناك جهود تبذل لكنها غير كافية،  فالمؤسسات الثقافية تحاول ولكنها تصطدم بجملة من الصعوبات الموضوعية والذاتية التي تحد من هذه العملية، بعضها يتعلق بالإمكانات المادية والبنى التحتية التي لها علاقة بالثقافة، وأخرى تتعلق بالرؤية لأهمية الأدب والثقافة ودوره ووظيفته في تطور المجتمع، وهناك عوامل لها علاقة بالأدباء أنفسهم، بمعنى قدرتهم واستعدادهم على تجاوز الذاتية، وتفعيل النقد الجدي بعيداً عن الشخصنة، وقالت إنها تلقيت الدعم لنشر مجموعاتها الشعرية من [وزارة الثقافة الأردنية، وأمانة عمان، ومن بعض دور النشر.... ]

وأوضحت أن الأدباء والمثقفين لا يملكون الأمان الاقتصادي، فكثيرا من الأدباء ينشرون إنتاجاتهم من جيوبهم الخاصة، وهذه العملية مرهقة ومكلفة، خاصة في ظل غياب ثقافة القراءة وصناعة الكتاب والترويج له، مبيّنة أنه من المستحيل الحديث عن ثقافة محددة بمعزل عن فضائها وتفاعلها على المستوى العربي ، قائلةً نحن نتحدث عن سياقات عامة وعن تاريخ وأسس حضارية ولغة مشتركة.