وزير الخارجية السعودي عادل الجبير

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن "بلاده تمثل الرؤية المستنيرة في الشرق الأوسط، فيما تمثل إيران الرؤية الظلامية التي تسعى الى نشر الطائفية في أنحاء المنطقة". وقال الجبير أمام مؤتمر "حوار المنامة" الأمني المنعقد في البحرين: إننا "نتعامل حاليا مع رؤيتين في الشرق الأوسط: رؤية (سعودية) مستنيرة، ورؤية (إيرانية) ظلامية تسعى لنشر الطائفية في أنحاء المنطقة"، مضيفا: "يخبرنا التاريخ أن النور ينتصر دائما على الظلام".

وأدان الجبير التغطية الإعلامية لمقتل خاشقجي، واصفا إياها بالهستيرية، كما رفض طلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمحاكمة المشتبه بهم الـ18 في مقتل السيد خاشقجي، في تركيا، مشددا على أنهم سيحاكمون على الأراضي السعودية.

واعتبرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أن كلام الجبير يأتي في "محاولة للسيطرة على تداعيات مقتل الصحافي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، والتي تعد أكبر أزمة دبلوماسية للسعودية منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول". وقالت الصحيفة إنه "بعد أكثر من أسبوعين من الغضب الدولي على مقتل الصحافي، سعى الجبير لتصوير البلاد على أنها المنارة الأخلاقية للشرق الأوسط، في معارضة شديدة لإيران، العدو اللدود للمملكة".

وكانت السعودية غيرت روايتها حول مقتل خاشقجي عدة مرات، بعدما اختفى إثر دخوله مبنى قنصليتها في أسطنبول. وبعد إنكار الرياض أن لها علاقة بإختفائه، اعترفت في النهاية أنه مات إثر شجار مع مسؤولين سعوديين في القنصلية، ومن غيرت روايتها لتؤكد أن قتل خاشقجي كان متعمدا، بعد لف جسده في سجادة وتسليمه لمتعاون تركي محلي.

وزعمت شرطة اسطنبول بأن "جثة خاشقجي قطعت بمنشار، كما أنه تعرض للتعذيب، والآن تفتش الشرطة في الغابات والأراضي الزراعية خارج المدينة؛ للعثور على رفاته".

وكرر أردوغان خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان، يوم الجمعة، قوله إن "الرياض يجب أن تكشف عن مكان جثة خاشقجي، وأن تحدد من أمر بقتله"، وهو ما يشير إلى أن أنقرة مستعدة لمواصلة الضغط على المملكة وعلى ولي العهد محمد بن سلمان.

وأدى مقتل خاشقجي إلى إلحاق أضرار بالغة بولي العهد، الذي يعتقد الكثيرون أنه على علم بعملية القتل، لتورط عدد من حراسه الشخصيين في الجريمة، كما أنه اختبار لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقد وضع البيت الأبيض الأمير الصغير في قلبي سياسته في الشرق الأوسط، بهدف كبح النفوذ الإيراني، وتوسطه في صفقة القرن (السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين).

وصعد ترامب موقفه في الأسبوع الماضي من القضية، واصفا ما حدث "بالتستر الأسوأ في التاريخ، ولكن في الوقت نفسه على أهمية السعودية كحليف عربي للولايات المتحدة، وقيمة ممبيعات الأسلحة الأميركية للرياض".

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، والذي كان متواجداً أيضا في العاصمة البحرينية المنامة: إن "مقتل خاشقجي قوّض الاستقرار الإقليمي."، مضيفا:" واشنطن تفكر في اتخاذ إجراءات عقابية إضافية ضد المسؤولين عن ذلك بعد إصدار حظر التأشيرة للمشتبه بهم في القضية."