الإعلامية اليمنية هدى المقدي

بإصرار كبير وعزيمة لا تلين رمت الكفيفة هدى المقدي كل محبطات الواقع خلف ظهرها وتقدمت للأمام، فاتحة نورا آخر للحياة، ونافذة جديدة تستنشق منها عبير الأمل وأنسام النجاح وهاهي اليوم تصدح بصوتها الناعم في سماء الإعلام. "هدى عمر المقدي"، 26 عاما مدينة الديس الشرقية محافظة حضرموت "جنوب شرق اليمن"، كفيفة شقت حلم الإعلام وتجاوزت كل المعوقات والصعوبات لتصبح نجمة لامعة في عالم الإعلام المسموع من خلال عملها كمذيعة في إذاعة سلامتك بالمكلا عن طريق برنامج " أنا وإعاقتي " وبرنامج " ساعة على الهواء "

فرحة عارمة "

 فبعد نجاحها في الثانوية العامة ومن ثم الجامعة تولدت لديها فرحة عارمة لا تضاهيها فرحة, وسعادتها وسعادة أهلها بتفوقها العلمي ملاءة مسامات روحها" إذ لم يكن النجاح والتفوق لفتاة كفيفة، وسط مجتمع كله من المبصرين بالأمر الهين اليسير" وكم كانت سعادتها كبيرة حين أتيحت لها فرصة العمل في إذاعة (سلامتك) غير الحكومية بعاصمة حضرموت المكلا بعد تخرجها من كلية الإعلام بجامعة حضرموت في العام 2014م قدمت خلالها برنامج (أنا وإعاقتي)، تناولت فيه الكثير من القضايا المتعلقة بالمعاقين واستضافت فيه شخصيات مجتمعية مختلفة على مدى "50" حلقة" بعد برنامج انا وإعاقتي قدمت برنامج "ساعة على الهواء" وهو برنامج اسبوعي مباشر من اعدادها وتقديمها ويشاركها ذلك زميلها محمد الحامدي" إضافة الى ذلك العمل فقد تحصلت على عقد عمل بالمكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت .

"دفعة للأمام"

وأصلت "هدى" طريقها نحو النجومية والتألق في سماء الإعلام على الرغم من صعوبة تنقلها من منطقة سكنها بالديس الشرقية الى مدينة المكلا موقع العمل إذ تحتم عليها قطع مسافة مئتان كيلومتر في اليوم لتتمكن من مزاولة عملها في إذاعة سلامتك لاستلام نوبة العمل او تقديم أحدى برامجها , ولكن سعيها نحو المجد دفعها لتحمل عناء المسافات, ولتحقق حلما طالما سعت لأجله كثيرا، وهو أن تٔكون مذيعة ومقدمة (برامج)، لا سيما فيما يتصل منها بعالم المعاقين".

" حلم"

وصول " هدى" لعالم الإعلام كان حلماً بالنسبة لها فتحقق فكان شعورها منذ الوهلة الأولى خلف مايكروفون الإذاعة شعوراً لا يوصف لحلماً طال انتظاره بشغف .

" دعابة ومرح "

ولهدى صفات مرحة فأثناء الرحلات والجلسات العائلية وفي المناسبات تأخذ تلفونها "الأيفون" وتطلب من الجميع الوقوف أمامها لالتقاط صورة تذكارية غير آبهت كيف تطلع الصورة مقصوصة أو مبتورة، المهم أن تلتقط الصور وسط قهقهات صديقاتها.

" طموح "

التحقت " هدى " مؤخراً ببرنامج الدبلوم المهني في الإعلام لتكتسب معارف ومهارات تخصصية في مجال الإعلام ولم تقف عند ذلك بل أن غاية آملها وطموحها مواصلة دراستها العليا حتى تنال درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه وأمنيتها أيضاً ان تصدح بصوتها من داخل إستديوهات القنوات الفضائية لكي تثبت للمجتمع أن الإعاقة لن تقف عايقا في طريق تحقيق الأحلام والأمنيات"

" إشادة "

والد "هدى" أثنى عليها وعلى عصاميتها في الحياة واصفاً أياها بالبنت الطموحة المثابرة التي لم تثنيها إعاقتها وقال : " اننا نعتمد عليها في البيت في كافة الأعمال بل أننا أحياناً نطالبها بعمل يصعب على البصير عمله فتنجزه لنا بأسرع وقت" ويضيف:" كانت هدى شغوفه بمتابعة الإذاعة وخصوصاً الإذاعات الخارجية إذ يستهويها سماع المذيعين والمذيعات فكانت تلتقط منهم أجمل العبارات لغة وبلاغة لتطبقها على واقعها " وكانت لا تفارق المذياع " الراديو" فالراديو كان مدرسة بالنسبة لها "  

وتقول عنها رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بحضرموت فائزة بامطرف في إحدى دورات الدبلوم المهني في الإعلام : " ان هدى قصة نجاح وامرأة عصامية , لا أخفي أعجاب الشديد بها وبفطنتها وبعزيمتها وكفاحها لتحقيق أهدافها وطموحها في الحياة " فيجب علينا جميعاً ان نحييها وان نكتب عنها" أما عميد كلية التعليم المفتوح بحضرموت الدكتور محمد بن جمعان فقد أشاد بهدى وإصرارها وعزيمتها في تحقيق أحلامها وطموحها وقال : " هدى مثال للمرأة الناجحة وهي انموذج يحتذى به بين الكفيفات والمبصرات من جيلها

قد يهمك ايضاً :

تمويل 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية من شركة "غوغل"

سارة كوبر سخريتها من ترامب نقلتها من موظفة في غوغل" إلى أشهر الممثلات الكوميديات