رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان

تعمد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عدم تقديم معلومات جديدة كان ينتظرها الكثيرون لكشف ملابسات وحقيقة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية مطلع الشهر الجاري مكتفيا بطرح أسئلة جوفاء يثيرها عموم الناس مناقضا وعوده السابقة بالكشف عن الحقيقة الكاملة لما حدث.

تصريحات أردوغان التي جاءت في كلمة له أمام كتلة نواب حزبه الحاكم اليوم حول مقتل خاشقجي أثارت استياء كل من كان ينتظر إجابة أو معلومة جديدة حول القضية على الصعيدين الإقليمي والعالمي فهي لم تختلف في مضمونها عن خطاب مسؤولي النظام السعودي حيث انتهج أردوغان أسلوب المراوغة حيناً عبر طرحه مزيدا من الأسئلة حول ما جرى والتنصل من المسؤولية حيناً آخر عبر وعده بما سماه مواصلة التحقيقات مكتفيا بتبني ما أوردته مصادر تركية في وقت سابق.

وسعى أردوغان لارباك المراقبين بمجريات التحقيق في مقتل خاشقجي متسائلا عن سبب عدم العثور على جثة الأخير وعن المتعاون المحلي الذي قيل انه تم تسليم جثة خاشقجي له إضافة إلى طرحه أسئلة عن الفريق المكون من 15 شخصا الذي أشارت تحقيقات إلى أن النظام السعودي أرسل إلى اسطنبول خصيصا لتنفيذ عملية القتل.

أردوغان جدد ايضا انحيازه لولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان وحاول إبعاد الشبهات عن مسؤوليته في الجريمة زاعما أن الأخير اتخذ خطوة مهمة بالاعتراف أن خاشقجي قتل وأنه سيتعاون بشكل كامل للكشف عن الحقيقة منصاعا بذلك لشروط الصفقة التي أبرمها الطرفان مؤخرا وكشفت عنها أوساط المعارضة التركية يدفع بموجبها النظام السعودي مبالغ هائلة مقابل احتواء أزمة اختفاء خاشقجي ومقتله وإبعاد المسؤولية عن ابن سلمان.

وفي مواجهة الأصداء الدولية التي لاقتها قضية مقتل خاشقجي حاول أردوغان إظهار اهتمامه بالكشف عن ملابسات ما جرى إلا أنه اعترف أن الصحفي السعودي قتل بشكل وحشي وأن عملية قتله كانت مدبرة زاعما أن التحقيق لن ينتهي دون الإجابة عن جميع الأسئلة.

ومن بين المعلومات الضئيلة التي أشار إليها أردوغان في تصريحاته فك القرص الصلب الخاص بكاميرات المراقبة في قنصلية النظام السعودي باسطنبول يوم الـ 2 من تشرين الأول الجاري كاشفا أن خطة طريق قتل خاشقجي بدأت يوم الـ 28 من أيلول الماضي.

وأنكر النظام السعودي علمه بمقتل خاشقجي على مدى أكثر من 19 يوما ثم اعترف قبل أيام بأن الأخير قتل بعد دخوله القنصلية السعودية فى اسطنبول يوم الـ 2 من الشهر الجارى خلال ما وصفه بعراك بالأيدي ثم قال: إنه قتل خنقا لكن تفسيراته هذه قوبلت بانتقادات وتشكيك كبيرين من دول كبرى ومنظمات دولية طالبته بإجابات واضحة حول هذه الجريمة.