الضابط، ساطع النعماني

غيّب الموت ضابطاً مصرياً، أُصيب قبل 5 سنوات في اشتباكات ذات طابع «إرهابي» بالمواكبة مع أحداث العنف التي شهدتها البلاد في أثناء «ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013»، وظل طوال تلك السنوات يخضع لعمليات جراحية داخل وخارج البلاد، لكنه توفي، مساء أول من أمس، في لندن.

والضابط، ساطع النعماني، الذي كان نائباً لمأمور قسم شرطة بولاق الدكرور ويحمل رتبة عقيد، تعرض للإصابة ضمن الاشتباكات التي عُرفت بـ«أحداث بين السرايات» في منطقة الجيزة، القريبة من مقر اعتصام كان يقيمه عدد من عناصر جماعة «الإخوان» المؤيدين لنظام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكانوا يحتجّون على إزاحته من السلطة بعد مظاهرات شعبية ضد استمراره.

وتعرض النعماني للإصابة بطلق ناري في الوجه في الاشتباكات وأحداث العنف، وفقد على أثرها بصره، لكن الإصابة تركت أثراً لافتاً على عظام وجه الرجل الذي بدأ رحلة العلاج في مصر وألمانيا وبريطانيا.

ولفت النعماني الأنظار إليه بمشاركته في فعاليات اجتماعية وسياسية عامة في الفترات التي تخللت رحلة علاجه، وتركزت أنشطته على دعم أسر الشهداء والمصابين وكذلك دعم أصحاب الإعاقات ومن يعانون فقد البصر، وأجرى لقاءات إعلامية مختلفة تدعو لدعم تلك الفئات.

كما حظي النعماني بتكريم الدولة له بإطلاق اسمه عام 2014 على إحدى مدارس محافظة الجيزة، وكان من بين المدعوين لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. وحرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على تكريم النعماني بشكل رسمي، في أثناء حفل تخرج طلاب كليات الشرطة عام 2015. ونعت «الهيئة الوطنية للصحافة» في مصر النعماني الذي وصفته بـ«شهيد الوطن»، وقالت إن «سقوط الشهداء في ميدان العزة والكرامة دفاعاً عن ترابهم الوطني يتوّجهم بأعلى درجات الشهادة، ويؤكد عزم المصريين على الاستمرار في حربهم المقدسة ضد الإرهاب».

كما تَقدم «المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين»، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بالعزاء لوزارة الداخلية في رحيل النعماني.