القطاع النسيجي في حلب

ترتفع أصوات أنوال وآلات النسيج الصناعية في 240 معملاً معلنة عودة الحياة للقطاع النسيجي في المدينة الصناعية بالشيخ نجار الذي طالما اشتهرت به مدينة حلب منذ القدم ووصل نسيجها للأسواق العالمية.

ومنذ عودة الأمن والاستقرار للمدينة الصناعية وخلاصها من الإرهاب على أيدي أبطال الجيش العربي السوري سارع الصناعيون للعودة لمنشآتهم وتأهيلها وصيانتها والإقلاع بالإنتاج من جديد رغم العديد من التحديات والصعوبات حرصاً منهم على طرح منتجاتهم النسيجية في الأسواق المحلية والبحث عن فرص التصدير للأسواق الخارجية.

كاميرا سانا جالت على عدد من معامل النسيج والأقمشة في المدينة الصناعية بالشيخ نجار ورصدت عودة الحياة للقطاع النسيجي ودوران عجلة الإنتاج والتقت عدداً من الصناعيين الذين أكدوا تعافي هذا القطاع وانطلاقته الجديدة.

مجد الدين شيشمان رئيس اللجنة الصناعية بالشيخ نجار أوضح أنه عاد للعمل 240 معملاً للنسيج وكل حلقات الإنتاج المتعلقة به من مراحل صناعة الخيط والصباغة والطباعة من أصل 500 معمل كانت قيد الإنتاج قبل الأزمة.

ودعا شيشمان الصناعيين بالخارج إلى العودة إلى معاملهم والانضمام لعملية الإنتاج لإكمال العمل بالمدينة الصناعية التي تقدم جميع الخدمات للصناعيين وخاصة بعد عمليات إعادة تأهيل البنى التحتية وتأمين الكهرباء على مدار 24 ساعة مبيناً أن المدينة الصناعية حالياً تستقطب المستثمرين الجدد وزاد عدد المخصصين بالمقاسم خلال العامين الماضيين وخاصة القطاع النسيجي.

وأشار شيشمان إلى بعض الصعوبات التي تواجه عمل الصناعيين ومنها صعوبة النقل وشحن البضائع إضافة لارتفاع كلفة المحروقات لتشغيل الآلات.

وبالانتقال إلى منشأة جليلاتي لصناعة أقمشة البرادي والمفروشات يوضح صاحبها عدنان جليلاتي أنه عاد إلى منشأته بعد إعادة الأمن والاستقرار للمدينة وجرى إكمال عمليات التأهيل وتشغيل الآلات وتركيب خطوط جديدة وحالياً ننتج الأقمشة المتعلقة بصناعة المفروشات والأقمشة والستائر منوهاً بجهود الدولة في توفير الأمن والأمان والاستقرار والبنى التحتية.

وأضاف جليلاتي نتطلع إلى فتح المعابر للأسواق الخارجية بهدف تصريف الإنتاج الضخم من النسيج والقماش إضافة إلى تخفيض سعر مادة المازوت التي نعتمد عليها بالصناعة مشيراً إلى أنه قبل الأزمة كانت منشأته تصدر إنتاجها للأسواق الأوروبية والأميركية والدول العربية.

ويؤكد الصناعي بشير مارديني صاحب معمل لصناعة الأقمشة والنسيج أن حلب ستعود كما كانت وأفضل مبيناً أنه رغم الصعوبات التي واجهته لدى عودته لمنشأته ومعاناته مع إصلاح ما تخرب وإعادة تأهيله إلا أن الرغبة في العمل والإنتاج كانت دافعاً لتجاوز الصعوبات والإقلاع بالعمل لإنتاج القماش اللازم لصناعة المفروشات والكتان وهناك أقمشة جديدة يتم إنتاجها بأساليب حديثة.

ولفت مارديني إلى أن قلة اليد العاملة من الصعوبات التي تواجه العمل ما يضطره لتشغيل من هم في سن فوق الأربعين عاماً ما يؤثر على الإنتاج مؤكداً ضرورة فتح المعابر وتأمين تصدير المنتج للأسواق العربية والخارجية.

وختمت كاميرا سانا جولتها في شركة (وليد وبطل) وهو أحد أضخم المعامل لإنتاج النسيج والقماش المعد لتصنيع الألبسة والشراشف والمفروشات عبر ثلاث صالات رئيسية تضج بأصوات الآلات وحركة العمال ويقول مشرف الإنتاج فيها محمود جنيد: إنه يتم إنتاج القماش وتحضيره وصباغته وطباعته عبر عدة مراحل ويتم العمل بلا توقف على مدار 24 ساعة وهناك ثلاثة خطوط للإنتاج واحد للنسيج وخط للمفروشات وآخر لطباعة القماش.

وأضاف: “عدنا لمنشآتنا وقمنا بإزالة آثار الخراب والدمار الذي خلفه الإرهاب وعملنا على صيانة وتركيب الآلات والخطوط الحديثة وانطلقنا بالعمل ونحن بحاجة لليد العاملة كونها قليلة”.

وأينما اتجهت في معامل النسيج بالشيخ نجار ترى حركة الآليات والشاحنات المحملة بمختلف صنوف الإنتاج من النسيج والأقمشة والخيوط في حركة دائمة معلنة تعافي القطاع النسيجي وتحديه للأزمات ليكون الرافعة للصناعة الوطنية والداعم للاقتصاد الوطني.