وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحذير من محاولات افتعال استفزازات جديدة للإرهابيين ورعاتهم في سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية.

ودعا لافروف في كلمة له اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين لأن تكون الأولوية في الجهود الدولية وعلى جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة عملية إعادة الإعمار في سورية بهدف تأمين عودة ملايين المهجرين إلى بلدهم بأسرع وقت ممكن وأن يكون العمل على المساعدة في حل هذه المهام بما يخدم مصالح كل السوريين دون أي معايير مزدوجة.

وبين لافروف أن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي هيأ الظروف للتسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وعلى هذا الأساس بالذات يجري تشكيل لجنة مناقشة الدستور في جنيف الآن.

وأكد لافروف أن العديد من الدول الغربية تواصل استخدام جميع السبل بما فيها الابتزاز السياسي والضغط الاقتصادي والقوة الهمجية وتبديل المرجعيات الدولية لتحقيق مصالحها السياسية وإبطاء وتيرة تحقيق تعددية الأقطاب.

وأوضح لافروف أن المجتمع الدولي يضطر لدفع ثمن باهظ مقابل أطماع مجموعة ضيقة من الدول وتتعثر آليات جماعية للرد على التحديات الأمنية المشتركة مشيرا إلى أن الدول الغربية تصدر الأحكام دون أي محاكمة وتكتفي بالحجج المزورة لتبرير التدخل وشن الحروب كما حدث في يوغسلافيا عام 1999 وفي العراق 2003 وفي ليبيا عام 2011 والأساليب نفسها تستخدم اليوم بحق سورية التي تعرضت أراضيها في الرابع عشر من نيسان الماضي لعدوان ثلاثي تحت ذريعة مفبركة قبل وصول الخبراء الدوليين إلى مكان حادث استخدام السلاح الكيميائي المزعوم.

وفي سياق آخر أوضح لافروف أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يكتسب أهمية قصوى لتحسين الأوضاع في المنطقة برمتها محذرا من المواقف الأحادية ومحاولة احتكار عملية التسوية لافتا إلى أن التوصل إلى حل مستدام يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الجهود الدولية.

وفي الشأن الإيراني أكد لافروف أن طهران تفي بكل التزاماتها بشأن الاتفاق النووي وأن بلاده ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على الاتفاق منتقدا انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب منه منتهكة بذلك القرار الأممي 2231.

وفي مؤتمر صحفي أكد لافروف أن روسيا بدأت بالفعل تسليم منظومات “إس300” لسورية مشيرا إلى أنه من غير المقبول وجود بؤر إرهابية فيها إذ يجب القضاء عليها جميعا.

وأوضح لافروف أن اتفاق سوتشي حول ادلب ينص على إخراج الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح مشيرا إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية ولا مكان له في إدلب محذرا في الوقت ذاته من نقل إرهابييه إلى نقاط ساخنة مثل أفغانستان.

ولفت لافروف إلى أن ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة دمر الرقة ومن المستحيل عودة أبنائها حاليا بسبب ما خلفه التحالف من دمار فيها مؤءكدا أن القوات الأمريكية تحمي الإرهابيين في منطقة التنف.

وبين لافروف أن إيران تساعد سورية وبفعالية في محاربة الإرهاب بدعوة من الحكومة السورية الشرعية.

وفي إشارة إلى التحضيرات لإطلاق “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” أوضح لافروف أن تشكيل تحالف عسكري ما على أساس الموقف السلبي من إيران لن يزيد المنطقة استقرارا لافتا إلى أن آمال البعض بحصر إيران داخل حدودها وتحويل ذلك إلى سياسة تطبيقية “ساذجة جدا” مؤكدا أنه من حق إيران استخدام نفوذها على الساحة الدولية.