تفجيرات تابعة لتنظيم داعش

في تقرير نشرته وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش ، وبكل برودة دم، قدرت عمليات التنظيم في عام 2020 في سوريا فقط ب 593 هجوما، منها اغتيالات و تفجيرات عبوات ناسفة و اشتباكات إلخ.

حتى هذه النقطة، يبدو الأمر طبيعيا و منتظرا من تنظيم إرهابي متعصب لا يهتم بالأرواح البشرية، لكن الأمر الملفت للإنتباه هو عدد الهجومات الهائل في دير الزور مقارنة بالمحافظات الأخرى، و الذي قدّر ب 389 هجوما مقابل 39 في حمص أو 59 في الرقة أو حتى 39 بالحسكة.

دير الزور أصبحت مرتعا و منطقة مفضلة لتنظيم الدولة الذي يزداد قوة يوما بعد يوم، خاصة بعد انسحاب القوات العسكرية الروسية الخاصة من دير الزور و محيطها في اواخر العام الماضي، التي كانت تحافظ على الأمن و الأمان في المنطقة بل ولم تسجل أية اعتداءات على المدينة أو سكانها خلال آخر سبعة أشهر من تواجد شركة "فاغنر" الروسية الخاصة.

لماذا دير الزور أو شرق سوريا؟  فهنالك تتواجد أهم حقول النفط والغاز في شرقي سوريا، وأبرزها حقل “العمر” النفطي، الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجًا، إضافة إلى حقل “التنك”، وهو من أكبر الحقول في سوريا بعد حقل “العمر”، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وحقل “كونيكو” للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يُستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية، ويقع في ريف دير الزور الشمالي.

ولكن، إذا عُرف السبب، بطل العجب، فحقل "العمر" يتواجد حاليا تحت سيطرة الأمريكان وقواتهم الداعمة لميليشيات "قسد" المتمردة، و التي استفاد و يستفيد أعضاءها من خيرات سوريا، بينما يعيش المواطن أسوء أيامه و لا يكاد يجد ملجأ يأويه من الفقر و البرد أو يسد جوعه.

فهنا نرى عاملا أساسيا وهو القهر و الإحساس بالظلم عند سكان دير الزور وانهم لا يستفيدون من هذه الخيرات من جهة، و من جهة أخرى أعمال العنف و الظلم التي تقودها قوات "قسد" ضدهم من تسليح إجباري و تصفية و قتل كل معارض لقواتها.

عامل ثالث فتح أبواب العودة أمام داعش على مصراعيه، ألا وهي الضربات الجوية الإسرائيلية التي تدّعي أنها تقوم بالرد على التواجد الإيراني هناك و تصفية ميليشياته التي تشكل خطرا على إسرائيل، وما هو إلا ذريعة مضحكة، فالحدود الإسرائيلية تبعد ب800 كلم تقريبا عن دير الزور أو الشرق السوري.

كل هذا عوامل جعلت تنظيم داعش يثق بأمريكا و اسرائيل ثقة عمياء  وأنهما ستفعلان أي شيء ليكون داعش في مأمن و بحيث يمكنه التغلغل في الشرق السوري و مواصلة اعتداءاته و إراقة الدماء، لتكون لأمريكا ذريعة جيدة الا و هي البقاء في دير الزور سواء مباشرة أو عن طريق ميليشيات مدعومة من طرفها "لتأمينها" من تنظيم الدولة...

قد يهمك أيضا

استشهاد 3 أطفال وإصابة طفلة بانفجار لغم في ريف دير الزور

الجماعات المسلحة في سورية تستولى على محال تجارية في رأس العين