تنظيم "القاعدة" في إدلب

اندلعت اشتباكات عنيفة ببلدة "حارم" في محافظة إدلب شمال سورية السبت، بين مسلحي هيئة التحرير (جبهة النصرة) ومسلحي تنظيم "حراس الدين" الموالي لتنظيم القاعدة، وهو ما أدى إلى مقتل 5 متطرّفين فرنسيين، على حين تحاصر الهيئة 45 فرنسيا آخرين من "حراس الدين".

وقالت مصادر مطلعة في ريف إدلب، إن مسلحي هيئة تحرير الشام حاصروا أحد المقار التابعة إلى تنظيم "حراس الدين" في مدينة حارم شمال إدلب، إذ يخضع هذا المقر لسيطرة إحدى المجموعات المتطرّفة الفرنسية المنتمية إلى تنظيم القاعدة في سورية، ويبلغ تعداد المتطرّفين الفرنسيين المحاصرين داخله 45 عنصرا.

وأكدت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مُسلّحي التنظيمين منذ ساعات الظهيرة، أدت إلى مقتل 5 متطرّفين من الجنسية الفرنسية، من مسلحي حراس الدين، وأكثر من 12 مسلحا يتبعون هيئة تحرير الشام.

وكشفت المصادر أن سبب هذا الخلافات يعود لنحو أسبوع، عندما قام مُسلّحو الهيئة باعتقال 7 من مسلحي حراس الدين على أحد حواجز الهيئة في منطقة حارم، حيث لم يفلح التواصل بين قيادات التنظيمين في حسم الخلاف.

وذكرت المصادر أن حالة من الذعر والخوف تصيب المدنيين في منطقة حارم خوفا من توسع هذه الاشتباك لتصل إلى منازل المدنيين.

ويتكوّن تنظيم حراس الدين من مقاتلين متشدّدين كانوا ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد الشام "جبهة النصرة"، والذين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم "حراس الدين" محافظين على ولائهم لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك عام 2016 عندما قدمت جبهة النصرة نفسها باسم جديد هو "جبهة فتح الشام"، ثم "هيئة تحرير الشام" بعد دخولها في ائتلاف مع عدد من المجموعات المسلحة المعارضة معلنة تباعدها عن القاعدة، ويضم تنظيم حراس الدين "جهاديين" أجانب وعربا ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.

يذكر أن "هيئة تحرير الشام" التسمية الأخيرة التي أطلقها تنظيم جبهة النصرة على نفسه، وتشكّل القوة الضاربة بين التنظيمات المسلحة في إدلب، إذ تسيطر مع الفصائل الموالية لها على نحو 70 في المائة من مساحة المحافظة.