عدد من أهالي الغوطة الشرقية

على عجل أخذت رشا هاشم ترتب ما بقي من أمتعة في حقيبة صغيرة قبل مغادرة الشقة التي كانت تتقاسمها مع أقرباء لأكثر من شهرين في مركز الحرجلة للإقامة المؤقتة بريف دمشق الجنوبي لتأخذ طريق العودة وأسرتها مع عشرات العائلات إلى بلدتهم سقبا بالغوطة الشرقية.

وبدأت عشرات العائلات المقيمة في مركز الحرجلة من أهالي سقبا وحمورية ومسرابا العودة إلى منازلها في عملية مفتوحة لباقي العائلات الراغبة بالعودة إلى بلدات الغوطة التي شهدت عودة سريعة للخدمات بعد إخلائها من الإرهابيين في الرابع عشر من نيسان الماضي.

على الطريق ما بين مسكنها المؤقت السابق ومدخل المركز حيث سبقها زوجها إلى الحافلة التي ستقلهم تقول الأم لأربعة اطفال لمراسلة سانا وهي تحث الخطى “انتظرنا بفرح نهارا كاملا عندما علمنا بأننا سنعود إلى سقبا.. سنرجع ونستقر في بيتنا ونبدأ حياة جديدة”.

انضمت رشا إلى زوجها وبقية أطفالها حيث توقفت عدة حافلات وسط تجمع عائلات في مدخل مركز الاقامة يقول الزوج وإلى جانبه أكياس مليئة بأغراضهم ومساعدات من مواد غذائية وزعت على المغادرين “اشتقت لسقبا وأهلي وبساتين الغوطة خاصة أنها أيام المشمش”.

الأب الذي خانته الكلمات تابع: “من شدة فرحي لا أعرف ماذا أقول” مبينا أنه عقد العزم على العودة إلى مصلحته بخاخ موبيليا “سنتدبر أمورنا ونرجع نحيي شهرة سقبا بصناعة المفروشات”.

محمد نور قريب العائلة الذي ينتظر دوره بالعودة يقول: “طلعنا سوا من الغوطة وراجعين قبلي” ويضيف محمد الذي ينتظر مولوده الأول: “متلهف للعودة إلى منزلي ولمة الأهل ونرجع نشتغل متل أيام زمان بالنجارة”.

وخرج الأهالي من الغوطة الشرقية على شكل موجات هربا من الإرهابيين بعد أن فتح الجيش العربي السوري خلال معركته في آذار الماضي لفك الحصار عنهم 4 ممرات امنة في جسرين وحمورية ومخيم الوافدين وحرستا ما سهل وصول اكثر من 143 الف شخص بامان ونقلهم الى مراكز الإقامة المؤقتة.

قرب باب الحافلة بدا محمود صادق متعبا وهو يهم برفع كيس أبيض كبير من المواد الغذائية إلى سطح الحافلة قبل انطلاقها بوقت قصير لكن ذلك لم يمنع الأب لستة أولاد من التحدث عن فرحته بعودة الأمان إلى ربوع الغوطة الشرقية “لما اخبروني بأنه يمكنني العودة الى منزلي بكيت من الفرحة.. نعود لبلدتنا ونستقر ونعيش بأمان”.

ويضيف محمود 45 سنة حيث كان لديه محل للألبان والأجبان في سقبا “نرجع ونبدأ شوي شوي”.

وأكثر ما يشتاق إليه يقول محمود: “بيتي وأقربائي وجيراني والسيران بالغوطة من سبع سنين كنا فيها وما كنا نقدر نشم الهوا بسبب الإرهابيين”.

بينما زوجته وفاء القصيد أخذت مكانها في الحافلة مبادرة بالحديث “ابني الكبير التحق بالجيش ويخدم العلم” وتضيف وقد التم حولها أطفالها وزوجها قبل أخذ صورة جماعية “انها عندما تصل سقبا ستجول في شوارع البلدة وتتأكد بنفسها أنه رجع الامان اليها كما كانت قبل أن يدخلها الإرهابيون”.

وتضيف الممرضة السابقة في مشفى دوما مع ابتسامة عريضة “لدينا عمل كثير لنعيد بناء حياتنا من جديد ولحسن الحظ انني أحب الحركة”.

تتقدم رشا مع عائلتها باتجاه الحافلة مع نصف التفاتة رافعين أيديهم ملوحين بالسلام وابتسامة تعلو وجوههم متيقنين بغد أفضل سيصنعونه في ربوع الغوطة الآمنة.