لقاحًا مضادًا للإيدز

يقترب فريق من العلماء الأمريكيين شيئا فشيئا من تطوير لقاح وقائى ضد فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز".. وأشارت إحدى الدراسات التى أجريت فى جامعة "روكفلر" فى نيويورك، إلي أن قردا قد حصل على حقنة واحدة مضادة لنسخة من فيروس الإيدز نجحت فى حمايته من الإصابة لمدة 18 أسبوعًا على الأقل، مما يدل على امتلاك اللقاح لإمكانات توفير الحصانة للأشخاص. 

وأوضح الباحثون أن تطوير مثل هذا اللقاح يعد أمرا صعبا بسبب اختفاء فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز" عن الأجهزة المناعية للإنسان.. ومع ذلك، فإن بعض البروتينات المتواجدة فى اللقاح تجعل الخلايا المناعية تتعرف على الأجزاء المحددة للفيروس. 

ووفقا للباحثين، فإن النتائج المتوصل إليها، والتى نشرت فى دورية "نيتشر" للطب، تضع الأساس للقاح وقائى يمكن إعطاؤه مرة واحدة فى العام على الأقل ، إلا أنه من غير الواضح متى قد يكون متاحا .. يأتى ذلك فى الوقت الذى يعانى فيه أكثر من 1.1 مليون شخص فى الولايات المتحدة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية"إيدز"، بينما لا يدرك شخص من بين كل سبعة إصابتهم بالفيروس القاتل فى الأصل .

وفى الوقت الراهن، لا توجد علاجات فعالة لفيروس الإيدز.. تحتم المعالجات المضادة للفيروسات فى العدوى مدى الحياة ، ولكنها غالبا ما تسبب آثارا جانبية بما فى ذلك الغثيان ، القىء والأرق.

ويأتى ذلك بعد أن كشف مسؤولون بالمجال الصحي فى نوفمبر الماضى عن أن وباء فيروس الإيدز فى أوروبا ينمو بوتيرة مزعجة حيث بلغت الإصابات أعلى مستوى لها منذ بدء التسجيل فى عام 2016 .

وفى عام 2016 ، أصيب حوالى 160 ألف شخص بفيروس الإيدز فى نحو 53 دولة أوروبا، وفقا لتقرير صادر عن "منظمة الصحة العالمية(WHO) والمركز الأوروبى لمكافحة الأمراض و الوقاية منها ".. وخلال العقد الماضى ، ارتفع معدل الإصابة بفيروس الإيدز فى أوروبا بنسبة 52% ، بواقع 12 لكل 100،000 شخص فى عام 2007 ، إلى 18.2 لكل 100،000 فى عام 2016 .. ووفقا للتقرير ، فإن هذه الزيادة كانت مدفوعة بالدرجة الأولى بالاتجاه التصاعدى المستمر فى الشرق ، والذى يمثل حوالى 80% من الحالات فى أوروبا".

وقالت "زوزانا جاكاب"، المدير الإقليمى الأوروبى"لمنظمة الصحة العالمية" :" هذا هو أعلى عدد من الحالات المسجلة فى عام واحد ، وفى حال استمرار هذا الاتجاه ، فلن نكون قادرين على تحقيق هدف القضاء على فيروس الإيدز بحلول عام 2030 ".

وتشير النتائج السابقة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الإيدز فى أوروبا الشرقية ، لا سيما بين المتعاطين الذين تجاوزوا الخمسين عاما .. ويعتقد أن هذا يرجع إلى عدم وجود حملات توعية حول مخاطر العدوى أو كيفية منع انتقال العدوى .
ولكن ، على الرغم من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الإيدز فى أوروبا ، فإن الأرقام ، التى نشرت فى يوليو الماضى ، أظهر انخفاض الوفيات المرتبطة بالإيدز إلى النصف خلال عشر سنوات .