التشكيلي محمد زيدان

في بحثه الدائم عن التجديد في الفن التشكيلي لتقديم أعمال تشكيلية حقيقية يرسم الفنان التشكيلي محمد زيدان طريقه بإتقان قادماً من مدينته حلب الشهباء إلى مدينة الياسمين ليجد نفسه في معرضه الخامس الفردي الذي عنونه باسم (قيامة) واستضافه غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة.

ضم المعرض 22 عملاً تشكيلياً حملها الفنان زيدان شخصيته وأفكاره وأحاسيسه ومعالم الشهباء التي أحبها وعشقها إضافة إلى تجسيد المولوية بدلالاتها العميقة في التصوف والسمو ولوحة رسم من خلالها الاحصنة التي تدل على الجموح والنهوض شكلت حالة قوة ونهوض كقاسم مشترك لأغلبية لوحاته في المعرض مستخدماً الخيال الذي أضفى عليها القوة والجرأة بألوانه الزيتية.

وعن إطلاقه اسم (قيامة) لمعرضه الخامس أشار إلى أنها ترمز إلى الانبعاث الجديد لأعماله القادمة وأفكاره الجديدة سواء من خلال اللون أو المواضيع والمفردات التي سيطرحها قريباً وعن غلبة الألوان الترابية على معرضه أعاد ذلك إلى تأثره بمدينته حلب التي يغلب عليها اللون الترابي إضافة إلى انسجامه مع هذه الألوان لكونه نحاتاً بالأصل تأثر بلون الصلصال وحمله للوحاته لافتاً إلى أنه اشتغل زمناً على الشفافيات وعلى لون الريشة الذي يرمز إلى الصفاء وبعد انتصار مدينة حلب تغيرت آلية التفكير والطرح وتبدلت ألوانه لتدل على الحب والسلام والانتصار.

والفن عند زيدان هو جهد وهاجس شخصي يولد مع الإنسان ليصبح فناناً معتبراً أنه بالرغم من كل الصعوبات التي تعترض الفنانين التشكيليين الشباب إلا أن هناك مواهب واعدة سترفد الحركة التشكيلية السورية بفنانين مبدعين متمنياً دعمها لتقدم أعمالاً تليق بالفن السوري واعتبر زيدان أن إقامة معارضه بدمشق لها خصوصية عن غيرها من باقي المحافظات الأمر الذي يوفر له انتشاراً واسعاً بين محبي الفن التشكيلي ولا سيما أن حلب ما زالت تعاني من ويلات الحرب وتأثيرها على الحياة الثقافية ولا سيما نقص عدد الصالات التشكيلية.

النحات العالمي مصطفى علي رأى أن الفنان محمد زيدان من التجارب الشبابية التشكيلية المهمة وصاحب أسلوب خاص والمعرض فرصة لتقديمه كفنان شاب موهوب لجمهور الفن مبيناً أن جيل الفنانين الشباب متميز بأعماله ومواضيعه إضافة إلى جرأته بالألوان والتعبير ما يستدعي ضرورة دعمهم ورعايتهم من قبل المؤسسات الرسمية.

ورأى الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي أن الفنان زيدان جمع في معرضه الخامس بين تجربتين قديمة وجديدة محققاً نقلة نوعية ونضجاً في أعماله إضافة إلى قوة ذاكرته البصرية مستفيداً من تجارب غيره من الفنانين التشكيليين مع أسلوبه الخاص الذي يميزه عن غيره من فناني جيله.

الفنان زيدان من مواليد حلب 1984 تخرج من مركز الفنون التشكيلية في حلب وهو محاضر في كلية الفنون الجميلة وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين وشارك في أكثر من 50 معرضاً مشتركاً في ميونيخ والإمارات وبيروت وحاصل على الجائزة الأولى بمهرجان الربيع السنوي للشباب عام 2016 وكانت آخر مشاركاته في المعرض الجماعي حلب قصدنا وأنت السبيل 2016 في صالة ألف نون للفنون والروحانيات.