التشكيلي موفق مخول

عين السوريين الـ 12 الذين اختارتهم وزارة الثقافة لتكريمهم خلال احتفاليتها السنوية بذكرى تأسيسها نالت أعماله شهرة كبيرة بعد أن كرس فيها موهبة عالية وحساً إنسانياً راقياً.

دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد إنجازه أضخم جدارية منفذة بمواد معاد تدويرها في العالم ليحقق بصمة مميزة في الساحة الفنية التشكيلية عبر أعماله ذات القيمة الفنية العالية على صعيد الموضوع والتقنية.

تميز مخول جاء في تأسيسه وإشرافه على فريق إيقاع الحياة الذي ضم مجموعة من الفنانين التشكيليين لينجز العديد من الأعمال الجدارية الكبيرة في مختلف مناطق دمشق نشر من خلالها الفرح والعفوية وإرادة الحياة وزين شوارعها بطريقة جميلة تثبت للعالم أن السوريين شعب مبدع ومعطاء.

واستطاع مخول مع فريقه من خلال جدارياته توظيف الفن التشكيلي في خدمة الشارع بشكل حضاري وجميل وخلق حوار فني بين مختلف فئات المجتمع.. انطلاقاً من أن لوحة الشارع تخاطب الناس على اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم وتعمل على صنع علاقة حب بين الإنسان والشارع.

شكلت الحرب الإرهابية على سورية منذ نحو سبع سنوات حافزاً قوياً للفنان مخول المشرف العام على المراكز التربوية للفنون التشكيلية ومتحف دمشق التربوي بدمشق لاستنهاض الهمم والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى مديرية تربية دمشق.. وفي الوقت الذي كان الإرهاب يوجه قذائف حقده على دمشق كان مع فريقه في الشارع يحارب الظلام والحرب بنور الجمال والسلام.

منسق مادة الفنون في المركز الوطني للتطوير والمناهج ركز في هذه اللوحات على الإحساس الصادق للتمييز بين الفنان المبدع والحرفي الماهر الذي مهما كانت لوحته جميلة إلا أنها غالباً ما تكون فاقدة الإحساس والحياة أما الفن فهو رؤية واستقبال ورسم يعيشه الفنان ويربي الأجيال على قيم الجمال.

الجداريات التي نفذها فريق إيقاع الحياة اختار لأغلبها جدران مدارس دمشق مثل مدارس “دار السلام وبسام حمشو ونهلة زيدان” التي دخلت موسوعة غينيس ولوحة “إسمنت ولون” في متحف العلوم ونحت شجرتين يابستين عمرهما أكثر من مئة عام تحت عنوان حب وذاكرة وشجرة في حديقة المنشية إضافة للوحة الفنية الجدارية التثقيفية على سور مجمع مدارس التعليم الأساسي في حي ركن الدين التي نال عليها العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها في يوم الثقافة.

ولم يمنعه انشغاله بالجداريات عن اللوحة التشكيلية حيث أقام وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية التي ترك من خلالها بصمة في المشهد التشكيلي السوري لإيمانه بحاجتنا إلى الفن الذي يطور ثقافتنا وإلى أهمية الأدب والفن ودورهما الأساسي في تطوير الإنسان وبنائه.

وعبر مخول في تصريح لـ سانا عن سعادته بهذا التكريم التي يدل على احترام المبدعين بكل المجالات من قبل المؤسسات الرسمية إضافة إلى غايته المعنوية والإنسانية والوطنية حيث يشكل حافزاً للاستمرار في العطاء والتقديم لافتاً إلى أن التكريم أمر مهم في حياة كل إنسان فرغم الحرب التي تتعرض لها بلدنا ما زالت الدولة تكرم الفنانين,مهدياً هذا التكريم إلى كل إنسان مبدع يحب الوطن والجمال والفن.

والفنان موفق مخول من مواليد دمشق عام 1958 يحمل إجازة من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1982.