مها رجب السيدة

لم تستسلم مها رجب السيدة المهجرة من مدينة داريا للمصير الذي أوصلها اليه ضغط التنظيمات الارهابية بل تحدت ظرفها القاهر وخلقت لنفسها فرصة جديدة ساعدتها في انقاذ اسرتها وإعادة الاستقرار إليها.

غادرت مها بلدتها داريا مرغمة تحت ضغط المجموعات الإرهابية المسلحة عام 2011 كما تقول ولم تستسلم لظروفها فتدربت في زاكية بريف دمشق
التي أقامت فيها 5 سنوات على تصنيع الألبان والأجبان لتكتسب مهنة تعيش منها لتنتقل بعد ذلك الى مدينة السويداء وتؤسس ورشة صغيرة مستفيدة من منحة قدمتها لها دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

وتجد مها البالغة 46 عاما في ورشتها الصغيرة مساحة لإثبات الذات وتحقيق الاستقرار عبر العمل الذي بات يوفر لها دخلا يمكنها من دفع أجرة شقتها ومحل الورشة وإعالة ابنتها الشابة وأمها  التي تعاني إعاقة تمنعها من المشي.

في ورشة مها اليوم الأيدي تبدأ العمل مطلع كل صباح لتقدم منتجات تجمع بين الاجبان والالبان والقشطة وغيرها يجري توزيعها في الأسواق المحلية رغم صعوبات التوزيع التي تواجهها كما توضح.

حالة من التفاؤل تسكن في روح مها التي تدعو النساء للاعتماد على أنفسهن خاصة في ظروف الحرب مؤكدة أهمية العمل في حياة الإنسان ومتمنية العودة إلى داريا قريبا وعودة سورية أفضل مما كانت عليه.

وداخل ورشة مها في المنطقة الصناعية بمدينة السويداء حضر منسق برنامج منح المشاريع الصغيرة في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بالسويداء معين أبو عاصي ليقول: “إن أم عمار قدمت إلى السويداء بعد معاناة وتم التعرف عليها في الدائرة مع الاهتمام بوضعها الصعب كونها مطلقة وتربي أيتاما وترعى والدتها وجرى تقديم منحة لها ضمن البرنامج المعمول به في الدائرة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لمساعدة الأسر الوافدة والمتضررة من ظروف الحرب وتحسين سبل العيش وإعادة الاستقرار المادي والنفسي لها وذلك عقب خضوعها لدورة إدارة أعمال ومعرفة الجدوى الاقتصادية لورشتها”.

ويشير أبو عاصي إلى أنه من خلال المنحة تم شراء مستلزمات العمل لـ مها التي بدأت بمشروع تنموي صغير تتم متابعته ويشهد تحسنا باستمرار أمام إصرارها على العمل.

وتبقى مها رجب واحدة من نساء الوطن اللواتي لم تنل منهن ظروف الحرب الظالمة على بلدنا.