الشاعر علاء زريفة

يسمو النص النثري عند الشاعر علاء زريفة ليتجاوز نثريته إلى شاعرية عالية ممزوجة بموسيقا هامسة تأخذنا إلى عوالم من الحب والأمل والشفافية.

زريفة الذي بدأ مشواره الشعري من باب الوزن والقافية وجد في قصيدة النثر متنفسا أوسع وسماء أرحب للتحليق بمفرداته الشعرية فوقع مجموعته الأولى “المسيح الصغير” الصادرة عن دار الدراويش في بلغاريا والتي حيا فيها إخلاص الجندي العربي السوري للوطن وما قدمه من تضحيات وبطولات على محرابه ثم وقع مجموعته الأخيرة “شوكولا” التي يبث فيها مواجعه وحنينه للحب والأرض والوطن.

وفي مقابلة مع سانا أوضح زريفة أن الاسم الذي أطلقه على مجموعته “شوكولا” يبدو غريبا فالكلمة بعيدة عن تراث الشرق ولكنها بعنصرها المتلون تمثل ظاهرة العبودية والاسترقاق التي تحاول القوى الكبرى اليوم استعادتها كموروث استعماري من الماضي يجدد أشكاله اليوم بصيغ براقة وخادعة مبينا أن المفردة ولدتها لحظة الوحي والإلهام الشعري الصرف قبل أن تعيد إنتاجها وتدويرها يد الصانع الماهر.

اقرأ أيضًا:

الفنان حسام تحسين بيك رجل صاحب مبادئ في “غفوة القلوب

وحول ارتباط قصيدة النثر بماهية الشعر العربي قال زريفة: “قصيدة النثر جزء من حركة الحداثة الغربية وهي كغيرها من نتاج الثقافة الأوروبية المستوردة ورغم أن الشعر العربي تاريخيا هو إيقاع وجرس قوي وفحولة إلا أننا يمكننا تضمين هذه الموسيقا في طاقة المنطوق الشعري النثري وقصيدة النثر كنموذج يمكن إعادة كتابتها لمرات عديدة تتحرك فيها الفكرة ضمن نطاق حر غير مقيد لا تشبه إلا ذات صاحبها وغير مقيدة بتفعيلات أو قافية”.

ولكن قصيدة النثر برأي زريفة لم تنضج كفاية وما زالت في إطار التجريب وإننا “كشعراء نثر نحاول الخروج بنصوصنا لتكون معبرة عن حاجات الواقع وطرائق تعبير تشبه إنسان اليوم”.

ولفت زريفة إلى أن قصيدة النثر هي نتيجة التلاقح مع الأدب الغربي وحركة الترجمة الواسعة ولكنها رغم شكلانيتها الغربية تحمل روحها الخاصة كقصيدة نثر عربية تحمل ذات شاعرها ولا تشبه سواها.

وأكد أن ما قدمه شعبنا السوري في الحرب التي شنها الإرهاب التكفيري خلال السنوات المنصرمة أكبر من أن يوصف أو يسطر أدبا أو شعرا أو فنا مبينا أن مجموعتيه المطبوعتين واللتين عبر فيهما عن قضايا الوطن وبطولات جيشه لا تشكلان سوى اليسير تجاه بطولات الجيش العربي السوري وتضحيات شهدائه.

وأوضح زريفة أنه يكتب للتاريخ ولتعزيز الحضور الإنساني مقابل المادي وأنه يكتب ضد التنميط والابتذال رافضا كل أشكال التمثل لأخلاقيات شائنة يصنعها الطفيليون وأصحاب الرساميل والمكاسب على حساب الضعفاء والفقراء والشهداء وأنه ينتصر لهؤلاء ويكتب لهم.

قد يهمك أيضًا:

المخرج محمد زهير رجب تغيير مسار الدراما الشامية لتصور حضارة دمشق واحترامها للمرأة

نور حليمة خطوط واثقة تبدع في رسم الشخصيات