الفنان بديع جحجاح

حمل الفنان بديع جحجاح رسالة الفن عبر مشروعاته الفنية التي أطلقها في سنوات الحرب على سورية من صالة عرض ألف نون ومشروعي أفلا وحبق وتعاونه مع وزارة التربية بإطلاق مسابقات فنية للتلاميذ تحت عنوان ألوان وأفكار.الفنان جحجاح أوضح لـ سانا أنه يعمل على تقديم كل دعم ممكن للحراك الثقافي بكل أنواعه عبر صالة ألف نون التي استضافت الفنانين التشكيليين الذين لم يهاجروا وظلوا يعملون في وطنهم ضمن مراسمهم ويحملون أفكاراً مختلفة عن رصد الواقع وأحلامهم التي قد تكون أثرت فيها تبعات الحرب الإرهابية ويعطون لوحاتهم آمالهم وآلامهم ويحملونها قضايا بلدنا وجيشنا وانتصاراته وتضحيات شهدائه والحياة اليومية ومعاناة الناس.وحول اختياره عبارة ألف نون عنوانا للصالة أوضح أن هذه التسمية استمدها من جانب صوفي له مدلولاته الروحية والرمزية ورغم أنها ولدت زمن الحرب لكنها ملأت فراغاً في الساحة الفنية لاحتوائها تيارات واتجاهات ومدارس تشكيلية من أنحاء المستوى الجغرافي السوري وجمعها النحت بالرسم والغرافيك معتبراً أن دور الصالات الخاصة مع وزارة الثقافة استكمال لمبادرات رفد الحركة الفنية “فيد واحدة لا تستطيع التصفيق”.وحول منظومة حبق الفنية وما تحتويه من رموز أشار إلى أن الحرف الأول والثاني حب والأول والثالث حق وعكس الكلمة هو القبح نقيض الجمال معتبراً أن دمج فن الرسم والنحت تكريس للحب وانتقال من ضفة الحرب إلى ضفة الحق والحب والجمال.

ولفت جحجاح إلى أن المنظومة التي أطلقها بالتعاون مع وزارة التربية هي ألوان وأفكار من أجل السلام لسورية والتي تدعم نحو مئتي طفل من خلال مسابقة على مستوى سورية حيث يرسم التلميذ مادة لونية ويتشارك مع أسرته بوضع جملة لونية عن التسامح والحب والقيم النبيلة لمواجهة الأفكار التي يصدرها الإعلام المعادي عن التكفير والإرهاب مشيراً إلى أن مشروعه الفني “أفلا” يسعى لاستنهاض العقل ويرتبط بالعقل والفكر والتذكر.كما تحدث الفنان جحجاح عن أعماله التي تمثل المتصوفة في حالات مختلفة للارتقاء بالإنسان من عالم الواقع إلى الحلم موضحاً أنه بقدر ما يستطيع المبدع والفنان أن يبعث السلام والمحبة بقدر ما يحقق شيئاً مهماً في الحياة فالمتصوف يعبر بحركاته الدورانية عن تغير الإنسان من حال لحال لذلك سعى فنيا لأن يحرره ويطلقه للمناخ الإنساني.وبرأي جحجاح فإن الدوران يعطي طاقة متجددة باختلاف الحركات ومعانيها التي كان مصدرها دينياً وأخذت لاحقاً شكلاً إنسانياً واندمجت فيها ثقافة الحب والفن بكل أنواع المعرفة مع الميثولوجيا.

وتحدث جحجاح عن عمل نحتي لرجل متصوف بعنوان “نسيم الريح” إضافة إلى متصوف آخر يمثل التحول الثاني من عالم المادة إلى عالم الأبجدية وآخر يمثل الأخذ والعطاء معتبراً أن التصوف يحمل بعدا إنسانيا وهو طريقة حياة وفلسفة عيش ومليء بالمحبة والخير والتوحد مع الخالق ونبذ العنف بكل أشكاله.وعبر أعماله ومسيرته الفنية يؤكد جحجاح على وظيفة اللوحة حيث لا تقتصر على كونها تزيينية بل يجب أن تكون مليئة بالمعاني الفكرية والمعرفية والتركيز على الهوية السورية لافتاً إلى أعماله التشكيلية كلوحة الزيتونة التي يشير فيها إلى رمز السلام والعطاء والخضرة الدائمة ولوحة العشاء الأخير كحوار حضاري بين الثقافات.

قد يهمك ايضا

وزارة الثقافة تكرم الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2019

احتفالات وزارة الثقافة بمرور 150 عامًا على افتتاح الأوبرا تمتد خارج مصر