جلسة قراءة في ديوان “مري وحدك”

أقام المركز الثقافي العربي في كفرسوسة جلسة قراءة في ديوان “مري وحدك” للمخرج والشاعر علي العقباني.

وفي قراءاتها قالت سناء موصللي: استخدم الشاعر عناوين اسمية، أمّا الفعلية فكانت قليلة جداً في المجموعة علماً أنّ عنوان الديوان هو جملة فعلية “مري وحدك” ولا يحمل عنوان أي قصيدة بل أراد أن يكون إيمائياً لرغبته في أن تكون الحبيبة وحدها، ونجد أن كل عنوان يتبع بحكمة للشاعر أو لأحد الأدباء ماعدا قصيدة واحدة هي “قصائد لها” وهذا يعني أنّ الحب لايحتاج إلى حكمة، كما لفتني عنوان آخر هو “كولاج” وعرفت أنه أسلوب في الفن التشكيلي حيث يتحدث في القصيدة عن حبيبته وعن العاشقين بين الأحلام والواقع، إضافة إلى قصيدة “فصل المعرفة” التي لاتتجاوز السبعة أسطر لكن معانيها فاقت السبعين بيتاً.

بدورها، قالت الدكتورة وجدان محمداه: التعبير عن المشاعر فقط هو للمتصالحين مع ذاتهم، وشاعرنا متصالح مع ذاته فنجده يقول: إن الحب يعطي مسافة للإبداع، وللشاعر حضوره في النص الشعري بوصفه ذاتاً واصفة فهو إنسان موهوب وكائن اجتماعي ومتفرد، مضيفةً: نلاحظ زخماً من الجماليات مجتمعة في النص، أمّا ذاكرة المكان فحاضرة بقوة وهذا مانجده في نص “هواجس ذاكرة”، كذلك الأمر بالنسبة لحضور المرأة وأستشهد هنا بقصيدة “تاء التأنيث المتحركة”، إنه يهدف إلى ارتقاء المرأة إلى واقع أفضل، إضافةً إلى استدعاء أزمنة وفضاءات تاريخية ومرجعيات متنوعة.

وتتوقف محمداه عند الدراسة البنوية للنص، فتقول: وفق الحقل المعجمي نجد أنّ هناك خصوصية في استخدام اللغة لدى الشاعر، نجده يكرر كلمة الروح خمسين مرة وكلمة الحب خمس وعشرين وكلمة الحياة اثني عشر مرة ومثلها الحنين والحلم.

من جهته، قال الدكتور راتب سكر: نص “الأب” إشكالي جداً ويفضح اللعبة الفنية في هذا الديوان من أولها إلى آخرها، كل النصوص كانت تمويهاً لقول جوهر آخر وفي كل مرة كان هذا الجوهر يطل بصوته عالياً، نحن مع شاعر واقف في خراب العالم الخراب ليس بدلالاته المادية فقط بل الأعمق والأشد حزناً وهو الخراب الروحي، مضيفاً: نحن أمام شاعر اكتشف، منذ قصائده الأولى، مشكلة جوهرية في الكتابة الشعرية العربية التي ماتزال تريد أن تصدر بياناً وتهتف بالمظاهرات الشاعر ووظيفة الشعر أبعد بكثير، وعلي أدرك ذلك، لانعثر على هتافات أو شاعر يتملق واقعاً أو شخصاً هو يخاطبنا جميعاً بملامسة أرواحنا وأحلامنا معاً، ولعل خبرة الشاعر في الإخراج بعثت فيه القدرة على الترتيب الفني لبيت قصائده من دون إعلانات لأن الرجل لايريد دعايات لشعره فهو لم يركب قطار الشعر قاصداً غاية منفعية قريبة.

وتحدث علي العقباني عن صعوبة النشر في البداية لكنه قرر خوض هذه التجربة وألا يبقى محتفظاً بما كتب لنفسه أو لبعض الأصدقاء، هناك إشكالية بالديوان “مري وحدك” كنت أنوس مابين التفعيل ومابين النثر وأنا ميال للنثر وأحب وأتمنى واسعى لكتابة قصيدة نثر لأن المسألة ليست بسيطة وقصيدة النثر صعبة القراءة لايمكن قراءتها على المنبر، أما بالنسبة للعنوان فلدينا خيارين إما أن يكوّن لدينا فكرة تقودنا إلى المحتوى وإما أن يكون مفتاحاً لعوالم أخرى يدفعنا للبحث عن كيف ومتى وماذا وأنا اخترت الجانب الثاني على خلاف “ظلال” الذي قسمته إلى سبعة ظلال داخل النص وظل ثامن هو “ظلها”.

قد يهمك ايضا

ثقافي الميدان يحتفي بقصائد موزونة عميقة المعاني

مواجهة الإعلام السوري لحملات التضليل والحرب الإعلامية في ثقافي أبورمانة