معرض النحاتة صفاء الست

شكلت أعمال معرض النحاتة صفاء الست صدمة للمشاهد وولدت العديد من التساؤلات من خلال اختيارها الموت كثيمة أساسية لهذه الأعمال التي جسدت هياكل عظمية لمجموعة من الحيوانات والطيور بأحجام وأنواع متعددة بتشكيلات لا تخلو من الحركة والحياة.

المعرض الذي جاء بعنوان “وأما بعد .. الموت يسكن قريبا مني” وتستضيفه صالة تجليات تضمن 23 منحوتة بخامات من الحديد والنحاس مع الريزين بتشكيلات لا تخلو من الحركة في دلالة على رفض الموت مع عدة أعمال جاءت على شكل حوافر حيوان مغروس فيها أدوات مطبخ من سكين وشوكة وملعقة عكست موقف الفنانة من تعامل البشر مع الحيوان كمصدر للغذاء وتبرير قتله إضافة لعملين من المعدن لحافرين عملاقين.

عن المعرض قال الناقد التشكيلي سعد القاسم في تصريح لـ سانا: “ما يميز تجربة النحاتة صفاء هو اشتغالها على الخامات المعدنية وفي هذا المعرض دخلت بشكل كبير إلى المشهد الواقعي بعد تجربتها مع التجريد مما يعكس علاقة هذه الأعمال بسنوات الحرب في بلدنا والتي خلفت الكثير من الخراب والموت معتبرا أن الإيجابي في المعرض عودة النحاتة للعرض في دمشق.

بدوره أوضح الناقد التشكيلي عمار حسن أن النحاتة اخذت ثيمة معرضها من مشاهدتها لحمامة ميتة ملقاة على الطريق وكنتيجة لتراكم الوجع جراء الحرب والذي عبرت عنه بخامة الحديد الباردة والحادة.

وأضاف حسن: “هذه الكائنات التي تقدمها النحاتة صفاء بهياكلها العظمية تشعرنا أنها لم تصل بعد إلى الموت فهي لا تزال تتحرك وتتوثب وقلوبها تنبض وهذا يطرح أسئلة تدخلنا بمفهوم آخر للموت ومفرزات الحرب” معتبرا أن المعرض جاء تكريسا لتأثير الحرب على تجربة الفنانة بعد تجاربها السابقة مع الجماليات في النحت التجريدي والديكور والتصميم والتزيين.

بدوره رأى النحات عيسى قزح أن النحاتة قدمت من خلال منحوتاتها الصادمة تشكيلا قويا وصعبا كونه بخامة المعدن المتطلبة شروطا خاصة في العمل النحتي للوصول إلى التشكيل المطلوب مما اعطى شكلا جديدا للحياة كما أرادت النحاتة ايصاله لنا بايحاءات وتكوينات متقنة.

أما التشكيلية الشابة دينا السمان فعبرت عن إعجابها بالأعمال وبمدى قدرتها على ترك أثر وصدمة في نفس المشاهدين لافتة إلى أن مثل هذه المعارض الجريئة والقوية فكريا وتقنيا هو ما تحتاجه الحركة الفنية لإغناء المنافسة وتوليد الأفكار.

النحاتة صفاء الست ولدت في حمص عام 1974 وتخرجت في كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1997 أقامت عدة معارض فردية في دمشق والبحرين بالإضافة إلى مشاركتها في ورشات عمل جماعية.

قد يهمك أيضًا:

توقيع مجموعة رحيق العشق للشاعرة عبير غالب نادر في معرض الكتاب