دار الأسد للثقافة والفنون

لم يتوقف حضور الثقافة السورية بأجناسها في كل تفاصيل الحياة اليومية خلال سنوات الحرب الإرهابية فكان طبيعيا أن تحتفل ببطولات جيش وشعب صمد وانتصر خلال مهرجان انطلقت فعالياته اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون.

الثقافة تجدد انتصارها.. عنوان المهرجان الذي تمتد فعالياته على مدى عشرة أيام حيث اختارت وزارة الثقافة دار الأسد لاحتضان هذه الفعاليات التي يغلب عليها الطابع الموسيقي والغنائي عبر فرق ومطربين من سورية ولبنان.

وتضمن حفل افتتاح المهرجان تكريم باقة من الشخصيات السورية المبدعة وهم الفنانون أسعد فضة أيمن زيدان نادين خوري فاديا خطاب رضوان عقيلي والأديب مالك صقور والباحثان الدكتوران محمد الحوراني واسماعيل مروة والفنانتان التشكيليتان هالة مهايني وسوسن جلال والمترجمتان الدكتورة نورا ارسيان ومها عرنوق والإعلامي محمد الخطيب والموسيقار الراحل عبد الفتاح سكر حيث تسلم التكريم نجله الفنان عاصم.

ومن المكرمين تحدث الفنان القدير أيمن زيدان عن أهمية التكريم لأنه يأتي بمناسبة الانتصار ولكنه يرتب مسؤولية بأن نكون شركاء حقيقيين بصياغة مشهد ثقافي سوري يرقى إلى ما يستحقه الوطن ويسهم بإعادة “الإعمار الثقافي” معتبرا أن المشتغلين بالمجال السينمائي والمسرحي حاولوا تقديم ما لديهم ضمن الإمكانيات خلال سنوات الحرب ولكن في الدراما فإن الحصيلة “لم تكن مبشرة” نتيجة عوامل منها “ضعف التسويق وغياب المنتج الفنان والمثقف”.

الفنان رضوان عقيلي قال بدوره:”أهم ما في هذا التكريم أنه جاء في ظل ما قدمه جيشنا الباسل من تضحيات وأرواح وشهداء ودماء وجرحى ولولاه لم نكن هنا وهم أصحاب الفضل الأكبر بعودة الأمن والأمان لسورية ومهما قدمنا نبقى مقصرين تجاه الشهداء والجرحى”.

أما الفنانة نادين خوري فأكدت أن التكريم بالوطن يختلف وقعه عند الفنان عن غيره لأنه يمنحه مشاعر الفخر والاعتزاز ويؤكد أن هناك من يقدر جهده على مدار السنوات مبينة أن عنوان المهرجان يعكس فعلا انتصار الثقافة التي بدأت تستعيد عافيتها على وقع بطولات جيشنا الباسل.

الأديب المترجم مالك صقور لفت إلى أن سورية أكدت خلال هذه السنوات أنها بخير لأنها لم تتوقف عن النشاط الثقافي وعن الفعاليات والأنشطة الأدبية والحفلات الموسيقية ومعارض الكتب والفنون التشكيلية وتكريم أبنائها  بفضل وعي وصمود الشعب السوري الذي علم العالم التنوع والتعدد الحضاريين والثبات والنصر والحقيقة.

الأديبة المترجمة نورا اريسيان اعتبرت أن التكريم شرف لصاحبه ومسؤولية في الوقت ذاته لافتة إلى أن عنوان الفعالية إشارة إلى أن الثقافة هزمت من حاول طمس هويتنا وحضارتنا حيث وقف المثقفون وحملة الأقلام خلف الجيش العربي السوري.

الفنانة التشكيلية سوسن جلال رأت أن تكريم المبدع يعطيه إحساسا بأن هنالك من يقدر قيمته وما يقدمه موضحة أن استمرار النتاج الإبداعي السوري وقت الحرب رغم تأثره بالظروف جعله متهيئا لمرحلة الانطلاق.

وفي كلمة له تطرق وزير الثقافة محمد الأحمد لجهود الوزارة بمختلف حقول السينما والكتاب والمسرح والغناء والندوات الفكرية والأدبية ومعارض الفن التشكيلي طوال سنوات الحرب مؤكدا أن تعافينا من مفرزاتها يجعلنا نؤمن بأن الثقافة هي العقيدة التي تصنع الإنسان وتمضي به إلى عشق المعرفة والخير والحق والجمال.

ولأن طبيعة المهرجان موسيقية بحتة جاء العرض الفني الذي قدمته فرقة آرام للمسرح الراقص منسجما مع هذه الطبيعة فالفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد قدمت ثمانية فقرات موسيقية وغنائية متنوعة مزجت على وقع حركات راقصي آرام مفردات متنوعة من الغناء والعزف المنفرد والتراث الحلبي ومقتطفات من ثقافتنا وحضارتنا السورية.

ويشهد المهرجان يوم الثلاثاء القادم أمسية غنائية تحييها جوقة ألوان بعنوان ” فلسطين “بقيادة حسام بريمو على مسرح الأوبرا.

قد يهمك أيضًا:

قصائد شعرية وزجلية ضمن مهرجان الزجل الأول بمصياف

رحيل الفنان الموسيقي سعيد يوسف عن عمر ناهز 73 عاماً