الفنان التشكيلي حبيب عبد القادر

الفنان التشكيلي حبيب عبد القادر من الفنانين التشكيليين القلة في محافظة الحسكة ممن يزاوج ويمزج بين تقنيات المدارس الفنية المختلفة ويجمعها في لوحة فنية واحدة ويسخرها خدمة للرسالة التي يريد إيصالها للمتلقين متجاوزاً في ذلك نمط الفن التقليدي الذي يصبغ طابع الفن التشكيلي في المحافظة والذي يعتمد فيه أغلب الفنانين على مدرسة فنية واحدة غالباً ما تكون الواقعية أو الرسم الحر.

خلف كل لوحة من لوحات الفنان عبد القادر تغفو فكرة عميقة وقصة تعالج قضية ما انطلاقاً من رؤية الفنان للفن على أنه محرك للتغيير في المجتمعات وله القدرة الكبيرة على تطورها والارتقاء بها بمشاركة الفنون والآداب والموسيقا فالفن الملتزم من وجهة نظر الفنان حبيب حاجة ضرورية وليس حالة من الترف الجمالي الذي لا طائل منه.

الفنان التشكيلي عبد القادر وخلال لقاء مراسل سانا به شبه اللوحة الفنية بالقصيدة التي تبوح أبياتها بما يجول في ذهن مبدعها تجاه ذاته أو تجاه الآخرين ورؤيته للأحداث ولكن بطريقة فنية تختلف بحسب المنهج والمدرسة التي ينهل منها الفنان وتوظيفه لتدرجات اللون وعمق الإحساس خدمة للموضوع الذي يعالجه.

ويشير الفنان عبد القادر إلى أن دمج الفن السريالي بالواقعية هو ما يستهويه في تنفيذ رسوماته التي غالباً ما تعالج مواضيع اجتماعية مختلفة قد تحمل في تفاصيلها بعض الألم وتحدي الواقع ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية تجاه بعض القضايا كالرؤية الناقصة للبعض تجاه المرأة ودورها مبيناً أن الإنسان وقضاياه الواقعية هو الشرارة التي تقدح زناد مخيلته وتلهمه لبناء اللوحة الفنية التي قد تكون مواضيعها الآنية مؤلمة ولكن تتطلع للغد الأجمل.

وأكد الفنان عبد القادر أن الفن السوري وطيلة سنوات الحرب على الإرهاب استلهم قوته من قوة أبناء شعبه الصامد المقاوم المتشبث بالحياة والأمل فكل مواطن عبر عن حبه ودفاعه عن وطنه بالطريقة الأمثل ومن هنا كان دور الفنان الملتزم الذي مضى في مسيرته الفنية رغم كل الصعوبات متمسكاً بريشته ولونه وفكره خدمة للوطن وقضاياه.

ويلفت الفنان عبد القادر إلى أن حركة الفن التشكيلي في محافظة الحسكة تشهد تعافياً مستمراً وأن إقامة ملتقى الفن التشكيلي الأول في المحافظة مؤخراً والذي شارك به يعد إيذاناً بنهوض هذا الفن من جديد نتيجة حالة الأمن والأمان التي تنعم بها الحسكة مؤكداً في هذا المجال أهمية دعم المواهب الشابة بكل ما يلزم لرفد الحراك الفني بدماء جديدة تعزز من واقعه وفي الوقت ذاته الاستمرار في إقامة الملتقيات والمهرجانات الفنية التشاركية لما لذلك من دور كبير في إعادة جمع الجهود الفنية في مكان واحد.

وأشار عبد القادر إلى ضرورة إقامة معارض فنية لفناني المحافظة خارج حدودها لما لذلك من دور كبير في تعريف أبناء المحافظات السورية الأخرى بالنتاج الفني لأبناء الحسكة وتعميق الحالة الإبداعية من خلال المشاركة مع معارض مشتركة مع باقي المحافظات والاستفادة من آراء النقاد الفنيين للنتاج الفني في الحسكة.

والفنان التشكيلي حبيب عبد القادر من مواليد الحسكة 1977 له العديد من المشاركات في المعارض التي أقيمت بالمحافظة.

 

قد يهمك أيضًا:

معرض استعادي للفنان الراحل محمد ناجي العبيد يعيد إلى الذاكرة تقنياته الفنية

الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل تحصد جائزة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط