القدر للفنانة التشكيلية الشابة سمر عباسي

اختار القدر للفنانة التشكيلية الشابة سمر عباسي أن تكون نجمة مشرقة من أصحاب الهمم فتحدت وضعها الحساس لكونها فاقدة لحاستي السمع والنطق وأبدعت لوحات تعبر عن روح سورية وهويتها الحضارية ممزوجة بحرفة الدهان الدمشقي الأصيلة.

ابنة الـ 24 عاما التي أمضت سنوات عمرها وهي تواجه وضعها الصعب اكتشف والداها وأساتذتها في المدرسة ميولها الفنية في مرحلة مبكرة حيث عملوا على تشجيعها ومساندتها لتنمية موهبتها بشتى الطرق مقدمين لها جميع مستلزمات تطوير ملكتها الفنية.

شغفها في الرسم جعل سمر تسابق الزمن لتنتقل إلى صقل موهبتها أكاديميا من خلال انتسابها لمعهد أدهم اسماعيل بدمشق حيث لفتت انتباه المدرسين فيه فاحتضنوها رغم أنها لم تبلغ السن المحددة للتسجيل في المعهد وهو 15 عاما بعد نجاحها في مسابقة التقديم لتكون من الخمسة الأوائل فيها.

وفي المعهد تعرفت سمر على الكثير من الفنانين التشكيليين واطلعت على التجارب المهمة فاكتسبت محبة كل من التقى بها ووقف على حالتها بروحها الرقيقة وإصرارها على أن تكون فنانة معروفة كما صرحت لوكالة سانا.

رغم أن موهبتها وما تلقته من دراسة أكاديمية أتاح لها أن ترسم كل ما يخطر ببالها أو يقع نظرها عليه إلا أنها اختارت أن ترسم دمشق بمعالمها وجمال تفاصيلها لأنها وجدت فيها تشابها مع ذاتها في محبة الناس وميلها للسكينة العميقة.

ومن عشقها الدمشقي انطلقت إلى مرحلة جديدة مزجت عبرها بين الرسم وحرفة سورية عريقة “الدهان الدمشقي” فشكلت مع الحرفي ماهر بوظو ثنائيا فريدا ومتناغما جوهره لوحات لسمر متخصصة بمعالم أثرية “دمشقية وسورية” وقالبه زخارف أصيلة احتضنت هذه اللوحات للحرفي بوظو.

وعن تجربته المشتركة مع سمر ورأيه بعملها بين بوظو أنها إنسانة رقيقة وصاحبة موهبة كبيرة جعلتها تتجاوز كل الصعوبات التي تعانيها بسبب وضعها وتتخطى عمرها الصغير معتبرا أن الأعمال التي ينفذها معها ليست بالجديدة على الساحة الفنية السورية لكنها أكثر تطورا واحترافية من ناحية دقة التفاصيل ونوع العمل وجودته الفنية.

أما المكان الذي يحتضن سمر حاليا ويفرغ لها المساحة لتبدع ويهيئ لها الظروف والدعم اللوجستي فهو “بيت الشرق للتراث” أحد مشاريع جمعية الوفاء التنموية السورية حيث بينت مديرتها رمال صالح انهم بصدد التحضير لإقامة المعرض الفردي الأول لسمر في مشروع جديد للجمعية مخصص لشريحة الشباب وهو”بيت الإبداع” في حي القنوات الدمشقي.

وما يزال في جعبة سمر الكثير من الأحلام التي تريد تحقيقها كما ذكرت بأن تكون قوية وتستعيد حاستيها المفقودتين وأن تصبح فنانة يشار إليها بالبنان.

قد يهمــك أيضــا: 

3 ملايين زائر لمعرض القاهرة للكتاب هذا العام

"كوكب لونه بينك" يشارك في معرض القاهرة للكتاب 2020