عرض “وجهان” لأطفال التوحد

“إذا آمنا بقدرات أطفالنا وأحببناهم وعملنا معهم بالشكل الصحيح سنخرج منهم شيئا جميلا ومبدعا”.. تحت هذا الهدف عمل فريق المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” في العمل المسرحي “وجهان” الذي قدمه أطفال مركز التوحد في المنظمة مساء اليوم على خشبة دار الأسد للثقافة باللاذقية مختتما سلسلة عروض على مسارح طرطوس ودمشق وحمص.

تجربة إنسانية جديدة خاضها الأطفال على المسرح مقدمين وجهة نظر حول قصص سندريلا وليلى والذئب وغيرها من الحكايات بصورة مغايرة للنمطية التي عهدنا فيها شخوصها ليكسروا فيها أيضا الصورة المسبقة عن ذوي الإعاقة بشكل عام وأطفال التوحد بشكل خاص حيث جاء العرض ببطولة مطلقة لـ 19 طفل توحد وقفوا على الخشبة وأدوا أدوارهم بثقة متزايدة رغم كل مشتتات العرض المسرحي من مؤثرات صوتية وضوئية وجمهور لينالوا إعجاب ومحبة الجمهور بإبداعهم.

مدرب الدراما في منظمة آمال ومخرج العمل نجيب حبال لفت في تصريح لسانا إلى أن العرض في اللاذقية يأتي ضمن شهر التوعية بأطفال التوحد وقال: بعد أربعة عروض في طرطوس وحمص ودمشق امتلك أطفالنا خبرة أكبر وقدرة على التفاعل بشكل أفضل مع الجمهور .. لافتا إلى أن منهاج الدراما تم تأسيسه في المنظمة منذ أربع سنوات وبعد عروض داخل المنظمة خرج الأطفال بعرض “وجهان” على المسرح وستكون هناك عروض دورية جديدة كل عام على المسارح في جولات على المحافظات.

اقرا ايضا

حفلان غنائيان بمناسبة عيد الأم في مدينة طرطوس السورية

المتطوع في المنظمة عمار البري لفت إلى أن جمهور اللاذقية المحب أعطى الأطفال حافزا مهما لتقديم العرض بشكل أفضل والتفاعل على المسرح ولا سيما مع التقديم المميز للفنان جرجس جبارة.

وأشار البري إلى أن فترة التدريب مع الأطفال لم تكن سهلة لكنهم في المحصلة وبعد أربعة أشهر من التدريب وصلوا إلى مرحلة استطاعوا من خلالها الصعود إلى خشبة المسرح لمدة 50 دقيقة والوصول إلى قلوب الناس معتبرا أن هذا الحلم أصبح يكبر كل يوم مع الأطفال وخاصة أن هؤلاء الأطفال هم جزء من هذا المجتمع وعندما نؤمن بهم وبقدراتهم فهم قادرون على الإنجاز.

ويأتي العرض ضمن السعي الدائم لمركز التوحد في آمال لخلق أنشطة ومجالات جديدة ساعدت أطفال التوحد على التفاعل والنمو السليم داخل المجتمع مما حدا بمنظمة آمال لإدراج مادة الدراما ضمن البرنامج التربوي التأهيلي في العام 2015 لتنطلق من هذه الخطوة عروض مسرحية مبسطة أتت كوسيلة لإبراز قدرات أطفال التوحد ضمن إطار ترفيهي.

يذكر أن منظمة آمال تأسست وأشهرت عام 2002 وتسعى لتوفير خدمات التأهيل والبيئة الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة ليشاركوا بشكل فعال ومستقل في مختلف نواحي الحياة وفق معايير عالمية وبإشراف خبراء دوليين.

قد يهمك ايضا

إبداع طفولي مع الرسم والقراءة المركز الثقافي العربي في أبورمانة

23 تشكيليا في معرض “فسحة لون” في دار الأسد للثقافة في اللاذقية