الشاعرة السورية ليندا ابراهيم

تعد الشاعرة ليندا ابراهيم من أحد أهم الأصوات التي قدمها الجيل المعاصر للحركة الشعرية السورية ذلك أنها استطاعت منذ أن قدمت مجموعتها الأولى عام 2008 أن تحجز لنفسها مكاناً متقدماً بنتاج شعري حمل صفتي التميز والفرادة لا على الصعيد المحلي فحسب بل والعربي.

وخلال حديث مع سانا الثقافية وجدت ابراهيم أن أحد أهم أسباب قدرة الشعراء السوريين على العطاء خلال سنوات الحرب الإرهابية عكس ما سعت له أدوات المؤامرة على سورية كان في الموهبة والإبداع والتحدي الذين شكلوا ثالوثاً صنع المستحيل في وجه مؤامرة استهدفت الإنسان فينا.

ولأن الشعراء برأيها هم دائماً أول المتأثرين والمتلقين والمستشرفين لأي خطر جاءت تداعيات الحرب عليهم أشد من غيرهم لا لتوهن من عزيمتهم بل لتضاعفها ويكونوا ذلك الضوء في الليل الحالك.

ابراهيم التي تابعت في ظل سنوات الحرب تجربتها ومشروعها الأدبي الشعري الثقافي في الجغرافيا السورية والعربية ترى أنه شكل وأمثاله نتاجاً للوطن برمته الذي يحميه صمود أبنائه وهم يصنعون حضارة الخير والحق والجمال من أدباء الوطن الحقيقيين الذين لزموا أرضه ولم يغادروه ولم يهادنوا على شرف الكلمة والانتماء.

وحول دور الشعر ومكانته في الوقت الحالي رأت مؤلفة مجموعة (أنا امرأة الأرض) أن الشعر انحسرت مكانته وتراجعت جراء العولمة وثوراتها التقنية وما أغرقتنا به هذه الحضارة التكنولوجية بما يشتت الروح ويقسم النفس ويسطح القيم ويفكك الروابط الإنسانية ويوزعها على ماديات لصالح المادة والآلة والحديد والحرب.

ابراهيم التي تدين لبيئتها الأولى التي خرجت منها لأنها أعانتها على إعلاء شأن الروح تجاه المادة وتشكل نفسها الشعري تنتقد ما تسميه استسهالاً في الكتابة ومجانية النشر التي سهلتها وسائل التواصل الالكترونية ما ساهم برأيها بشكل لم يسبق له مثيل في انتشار طبقة من الطفيليين قليلي الموهبة والإبداع.

وترى الشاعرة الحائزة على جائزة مسابقة أمير الشعراء لعام 2013 أن الواقع الحالي يحتم على المؤسسات الثقافية المزيد من تطوير نفسها وذهنية عملها وطريقة تفكيرها أما الأدباء فإنها تدعوهم للانتصار للنتاج الجيد بهدف الوقوف في وجه موجة ضعاف الموهبة.

اقرا ايضا

افتتاح معرض اللوحات الفسيفسائية في حلب

ولكن ابراهيم تؤكد في الوقت نفسه أن للزمن اصطفائيته وانتقائيته ولن يثبت ويبقى على مر الزمن سوى التجربة التي تستحق التطور والبقاء وما عدا ذلك سيذروه الزمن من ذاكرة الأيام ليبقى الشعر الجيد والرديء ينتهي من تلقاء نفسه.

وحول المطلوب من النقد الأدبي في هذه الفترة تقول ابراهيم “النقد مسؤولية واجبة على النقاد والأكاديميين والمختصين والمهتمين وهو يطور من الحركة الأدبية والشعرية تحديداً” مع تعويلها على أمر ضروري يتعلق بثقافة الشاعر النقدية وأنه يجب أن يكون ذا حس نقدي عال لما يكتب ولتجربته بالمجمل داعية إلى زخم أكثر في الحركة النقدية الحالية لكي تحيط بهذا الكم الهائل الذي تطرحه دور النشر سنوياً.

ووجهت عضو اتحاد الكتاب العرب رسالة للشعراء والأدباء الشباب بأن الموهبة والإبداع لا يقف أمامهما أي حائل والشاعر والأديب الحقيقيان تأخذهم نصوص خارج حدود الزمان والمكان وتضعهم حيث يجب أن يكونوا بالاجتهاد والعمل على تطوير المنتج والتجربة.

يشار إلى أن الشاعرة ليندا سلمان ابراهيم حاصلة على إجازة في الهندسة من جامعة تشرين شغلت منصب مدير الثقافة في طرطوس وشاركت في العديد من المهرجانات الأدبية والفعاليات الثقافية في سورية ودول عربية حازت على جوائز عديدة محلياً وعربياً وصدرت لها ست مجموعات شعرية منها (لدمشق هذا الياسمين) و (منمنمات دمشقية) وواحدة قصصية (على الجسر العتيق) كما لحن عدد من قصائدها ولها العديد من الدراسات و القراءات الأدبية والنصوص الشعرية والمترجمة في دوريات عربية ومحلية.

قد يهمك أيضًا :

الشاعر محرز يرسم بالكلمات لوحة القصيدة وبالألوان قصيدة اللوحة

العاطفة والشعر العمودي سيدا الموقف في لقاء أدبي بثقافي الميدان