الكاتب مازن طه

نجح الكاتب مازن طه في فرض نفسه كأحد أهم كتّاب الدراما في سورية بعد سلسلة من الأعمال الجيدة والجميلة حظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة. ولم يتوقف طموحه عند حدود الدراما السورية، بل تجاوزها ليشق طريقه بحرفية عالية على صعيد الدراما العربية، وكان له العديد من الأعمال، ابتداء من مشاركته بالمسلسل الشهير “طاش ما طاش”، مروراً بالأعمال التي كتبها للدراما اللبنانية، وانتهاء بمشروعه الفني الضخم “الميراث”.

“البعث” التقت الكاتب طه، وكان هذا الحوار:

سمعنا بأن لديك مشروعاً درامياً خليجياً ضخماً؟

أعمل حالياً على مشروع “أول سوب أوبرا” عربي لصالح قناة mbc، يحمل عنوان “الميراث”، وقد بدأ عرضه على القناة منذ عدة أشهر، ومن المتوقع أن يستمر لمئات الحلقات، فهذا النوع من الأعمال يبنى ويؤسس ليستمر عدة سنوات، وضع فكرة المشروع الكاتب البريطاني طوني جوردان، وأتولى أنا إدارة ورشة الكتابة الدرامية التي تضم الكاتبة نور الشيشكلي التي تقوم ببناء القصص والخطوط الدرامية، إضافة إلى الكاتبين ثائر العقل، وجيسكار لحود، بشكل عام التجربة جديدة، وتحتاج إلى تكنيك مختلف في بناء الحلقات والأحداث، والنتائج حتى الآن مبشّرة وملفتة، ولا شك أنها ستؤسس لهذا النوع من الأعمال الذي قد يلاقي رواجاً لدى المحطات الأخرى.

برأيك ما هي أسباب تراجع الدراما السورية في السنوات العشر الأخيرة؟ 

لا شك أن هناك عوامل عديدة لتراجع الدراما السورية، ولا أعتقد أن الحرب هي العامل الرئيسي، فالحرب عجّلت وتيرة التراجع والانحسار، لكن هناك أسباباً أخرى تتعلق بغياب التغطية، ولكي تعيش الدراما المحلية وتنمو في مناخ صحي لابد من وجود محطات أو قنوات عرض محلية تدعمها وتحميها أسوة بما يحصل في الدول العربية، فعلى سبيل المثال المحطات اللبنانية تدعم الدراما اللبنانية، والمصرية تدعم الدراما المصرية، وهكذا، وحدها الدراما السورية تعيش في العراء، وتنتظر إذن الدخول إلى قنوات العرض، وبالتالي ستخضع لشروط جائرة ومجحفة.

هل التراجع متعلق بغياب الكتّاب الجيدين أم غياب النجوم أم رأس المال؟

كل العوامل التي ذكرتها كان لها نصيب بهذا التردي الذي نراه، هجرة الكتّاب والنجوم، وغياب رأس المال الوطني الواعي، عوامل أساسية جداً في تقويض العملية الإنتاجية، صناعة الدراما عملية متكاملة لا تكتمل وتنجح إلا باكتمال عناصرها كلها: العنصر البشري، ورأس المال، وأسواق التصريف، وهذه مقومات أية صناعة.

هل توافقني الرأي بأن مسلسل ببساطة خرج من عباءة بقعة ضوء، ولم يقدم شيئاً جديداً هذا الموسم؟

لا يمكننا القول عن مسلسل ببساطة إنه خرج من عباءة أي مسلسل آخر، فهو ينتمي إلى نمط درامي معين، نطلق عليه دراما اللوحات، وقد قدمت الدراما السورية العديد من هذه الأعمال، وكانت سبباً بإطلاق عدد من النجوم والكتّاب والمخرجين، وهو نمط أو نوع تميزت به الدراما السورية،  أما الحكم على مسلسل ببساطة فهو يترك للجمهور، أنا كمؤلف في هذا العمل لا يحق لي إطلاق الأحكام، ولكن إذا سألتني كمشاهد أنا أرى أن هذا النوع قد بدأ يستنفد أغراضه في عصر السوشال ميديا، فاللوحة القصيرة أو الـ”اسكتش” باتت منتشرة بكثافة عالية، وفقدت عامل الدهشة.

ما رأيك الموسم الدرامي هذه السنة، وأي المسلسلات نالت إعجابك؟

بشكل عام لم تتسن لي فرصة متابعة كل أعمال هذا الموسم بسبب ضغط العمل، لذلك لا أستطيع الحكم بشكل موضوعي على هذه الأعمال، ولكن حسب ردود الفعل التي لمستها، فالموسم الحالي كان من أسوأ المواسم في تاريخ درامانا.

ماذا يمكن أن نعمل حتى تعود الدراما السورية لألقها؟

بداية يجب تشخيص مشاكل الدراما وأمراضها، وهو الذي يدفعنا لإيجاد العلاج والحلول، طبعاً الحلول الفردية لا تجدي نفعاً، لابد من عمل مؤسساتي يحاول رسم خطة أو وضع خارطة طريق جديدة، وأعتقد أن الخطوة الأولى تكمن في تشكيل لجنة من الخبراء تضع ملامح هذه الخطة، وتقترح الحلول الناجعة لإنقاذ الدراما، وإعادة قاطرتها إلى السكة الصحيحة.

قد يهمك ايضا:

قيادات نسائية مصرية تستنكر الإجراءات القسرية الأمريكية ضد سورية

حقوقي تشيكي يؤكد الإجراءات القسرية الغربية ضد سورية سبب معاناة شعبها