الجدة أم شحود

تروي خطوط العمر المرتسمة على وجه جوزفين مقدسي “أم شحود” سيرة سنوات قضتها في تربية أبنائها وتعليمهم وأعمالها الأخرى من زراعة وتطريز إضافة إلى واجباتها الاجتماعية في مشاركة أبناء قريتها كفربهم بريف حماة الجنوبي الغربي أفراحهم وأتراحهم.

بأعوامها الـ 88 تمثل الجدة أم شحود حكاية إنجاز وإرادة فمن الأمية صنعت علماً ومن العطاء ربت أبناء علم فهي من السوريات الكادحات اللواتي أنجبن أطفالا وأرضعهن حب الوطن.

تقول أم شحود لمراسلة سانا “قرأت العديد من الكتب خلال سنوات حياتي وكنت أعلم أبنائي وأتعلم منهم .. وأشجعهم على العلم والمعرفة لأن العلم نور لأيامهم القادمة” مضيفة “أمضيت حياتي في قراءة الكثير من الكتب التي كنت أحصل عليها إما من مكتبة أخي المتواضعة أو عن طريق الاستعارة ممن تتوفر لديه كتب متنوعة لكن اهتمامي كان بالكتب الدينية التي تحدثت عن تعاليم السيد المسيح”

أم شحود مثلها مثل الكثيرات من سيدات قريتها عملت في زراعة الأرض وقطف القطن وعشقت التطريز وتخييط القبعات المزينة بالليرات الذهبية التي أصبحت جزءا من تراثنا الريفي.

ابنتها السيدة جوليا شموط وهي معلمة لغة انكليزية في إحدى مدارس القرية تحدثت عن فخرها بوالدتها وعلمها وأنها رغم كبر سنها إلا أنها برجاحة عقل تتمنى أن تتحلى بها هي أيضا عند تقدمها بالعمر مقدرة الجهود التي بذلتها لتعليمهم رغم ظروف العيش القاسية في الماضي.