من تظاهرة النبطية

طالب رئيسا الحكومة والبرلمان في لبنان، سعد الحريري ونبيه بري اللبنانيين بضرورة تحلي الوعي واليقظة وعدم الانجرار إلى الفتنة.

اقرأ أيضا:

مواجهات وحرق خيام في ساحة الشهداء وتعزيزات أمنية في العاصمة اللبنانية

ودعا رئيسا الحكومة والبرلمان في بيان مشترك صدر عقب اللقاء الذي جمع الحريري وبري في عين التينة، إلى "إفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم بحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يدأب البعض جاهدا نحو جر البلاد للوقوع فيها".

وأكد البيان أن "الفتنة لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم وتنفيذ مهامهم".

وأشار إلى أن "الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع في تشكيل الحكومة وضرورة مقاربة هذا الاستحقاق بأجواء هادئة بعيدًا عن التشنج السياسي تتقدم فيها المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح شخصية".

وأوضح الرئيسان أن البعض يعمل جاهدا نحو جر البلاد للوقوع في أتون الفتنة، وأكدا أن "الفتنة لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش للقيام بأدوارهم"

وفي السياق نفسه، قال منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان يان كوبيتش على "تويتر" إن "التلاعب والاختراق المتزايد للاحتجاجات التي ينظمها نشطاء سياسيون والاعتداء على قوات الأمن بالحجارة والعبوات الحارقة.. أعمال تخريب واستفزاز تهدف إلى إثارة صراع طائفي"، متسائلا: "هل هذا هو ما تريدون أيها الزعماء السياسيين لشعب لبنان؟ هذا هو ما تقدمونه لهم حتى الآن؟"

وكانت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أعلنت الاثنين، أن الرئيس، ميشال عون، أجّل الاستشارات النيابية للخميس القادم، لمزيد من التشاور، وذلك بطلب من رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري.

ويأتي تأجيل الاستشارات النيابية بعد يومين شهدا مواجهات عنيفة في وسط بيروت بين القوى الأمنية ومتظاهرين رافضين لإعادة تسمية سعد الحريري.

وقال عون في تغريدة على حسابه في "تويتر" إن "الرئيس عون تجاوب مع تمنّي الرئيس الحريري تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة".

وأكدت مصادر مطلعة وجود سيناريوهات عدة حول التكليف، وكلها ترتبط بموقف سعد الحريري، إن كان بقبوله التكليف أو اعتذاره بعد تكليفه أو تسمية شخصية ثانية لتولي المنصب.

ونظم معتصمون في النبطية جنوب لبنان وقفة احتجاجية على خلفية تحطيم خيمتهم بالقرب من السرايا الحكومية في المدينة، ورددوا الأغاني والشعارات الوطنية، مستنكرين ما حدث.

وأكد المتظاهرون في النبطية استمرار تحركهم "لاسترداد الأموال المنهوبة وإلغاء حكم المصرف الذي يحجز أموال المودعين في البنوك"، فيما قطعت نسوة الطريق لدقيقة واحد احتجاجا، وسط تدابير أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي.

يأتي ذلك في وقت عاد الهدوء إلى وسط بيروت بعد اشتباكات لليوم الثالث، بين قوات الأمن اللبنانية وعناصر من حزب الله وحركة أمل قدموا من منطقة الخندق العميق إلى وسط العاصمة.

وفي هذا الإطار، أعلن الموقع الرسمي لقوى الأمن الداخلي اللبنانية إصابة 25 من صفوف عناصر مكافحة الشغب وتوقيف 3 أشخاص في أعمال العنف وسط بيروت أمس. وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام إخلاء سبيل 3 شبان أوقفوا فجر اليوم على خلفية قطع طريق جل الديب.

وقال الدفاع المدني إن عناصره عملت على معالجة وتضميد إصابات 43 مواطنا ونقل 23 جريحا للمستشفيات لتلقي العلاج.

وفي صيدا، أفادت الوكالة الوطنية، أن فرق بلدية صيدا باشرت رفع بقايا الإطارات المشتعلة في عدد من شوارع المدينة، وتحديدا ولاسيما عند تقاطع "ايليا"، إضافة إلى رفع الأضرار التي لحقت ببعض ماكينات عداد السيارات وغرف الهاتف.

ويتخذ الجيش إجراءات أمنية عند التقاطع بعدما جرى إعادة فتح الطريق، فيما يتواجد العشرات من المحتجين في وسطية حديقة الناتوت.

وذكرت الوكالة بأن عددًا من المتظاهرين تجمع أمام شركة قاديشا في البحصاص شمال لبنان، ورددوا هتافات مناهضة للسياسة التي تتبعها وزارة الطاقة في ملف الكهرباء وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وإقفال الأبواب، كما نصبوا خيمة أمام المدخل الخارجي للشركة.

وتشهد طرابلس حركة سير طبيعية، وفتحت الدوائر الحكومية والمؤسسات التربوية والعامة أبوابها كالمعتاد، في حين أن جميع الطرق سالكة أمام حركة المرور باستثناء مسارب ساحة النور، فيما قامت قوات الأمن ليل أمس بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لصد العناصر المهاجمة التي رشقت قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات، وأقدمت على حرق بضع سيارات.

وشهدت المنطقة حالة كر وفر بين قوات الأمن والعناصر المهاجمة استمرت طوال ساعات الليل، قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة على الموقف وتأمين وسط العاصمة، بالتزامن مع انتشار كثيف لقوات الأمن في ساحتي رياض الصلح والشهداء وعلى جسر الرينغ.

وقالت مصادر إن عناصر حزب الله وحركة أمل أحرقوا خيم المتظاهرين في صيدا والنبطية بالتزامن مع مواجهات بيروت.

وقد يهمك أيضا:

الرئيس عون يؤكد أن لبنان في 2020 سيشهد بدء أعمال التنقيب عن النفط

تكليف سعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية أصبح محسومًا بأغلبية برلمانية