مفاعل بوشهر النووي الإيراني

كشف متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأربعاء، أن إيران لن تمدد مهلة الستين يوما للبدء في التخلي عن مزيد من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وفي مايو/أيار، توقّفت إيران عن تنفيذ بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على طهران. وقالت إيران في حينه إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى، إلا إذا قامت القوى العالمية بحماية اقتصادها من العقوبات الأميركية خلال 60 يوما.

ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية، بهروز كمالوندي، قوله صباح الأربعاء: "لا يمكن تمديد مهلة الشهرين الممنوحة لبقية الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والمرحلة الثانية ستنفذ كما هو مخطط".

"لا تفاوض تحت الضغط"

من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تقليص بعض الالتزامات بموجب الاتفاق النووي يمثل "الحد الأدنى" من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها طهران بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرضها عقوبات على إيران.

وأضاف روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط.

جهود أوروبية حائرة

وجاء الرد الإيراني في وقت تعتزم فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا القيام بمسعى جديد للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، رغم تهديد طهران بانتهاك أحد بنوده الأساسية، لكنهم ربما يقتربون من نهاية الطريق الدبلوماسي الذي بدأوه قبل أكثر من 15 عاما.

اقرأ  أيضًا:

رسالتان متضاربتان من طهران بعد التنصّل من الاتفاق النووي

وتبذل الدول الثلاث جهودا كبيرة للحفاظ على الاتفاق بين القوى العالمية وإيران منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق العام الماضي وأعاد فرض العقوبات الأميركية على طهران.

وفي حين كان رد فعل الإيرانيين في البداية هو الانتظار على أمل أن يخسر ترمب الانتخابات الرئاسية القادمة في 2020، فإن قرار ترمب المفاجئ في مايو السعي لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر جعلهم يغيرون حساباتهم.

الضغط بالانتهاكات

وكانت النتيجة سلسلة من الهجمات في الخليج العربي ألقت الولايات المتحدة بالمسؤولية فيها على إيران أو وكلائها رغم نفي طهران، وكذلك تهديد إيران، الاثنين، بتجاوز الحد المنصوص عليه في الاتفاق بشأن مخزونها من سادس فلوريد اليورانيوم خلال عشرة أيام.

وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي طلب عدم نشر اسمه "إذا فعلوا ذلك فسيكون الأمر قد حُسم بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

وأدت هجمات على ست ناقلات في المنطقة منذ بداية مايو/أيار، بالإضافة إلى هجومين بطائرات مسيرة على محطات لضخ النفط بالسعودية، إلى زيادة المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين أميركا وإيران إما عمدا أو عرضا.

وقال دبلوماسيون إن الدول الثلاث التي بدأت محادثات مع إيران بشأن تحجيم برنامجها النووي عام 2003، ستكثف مساعيها الدبلوماسية في الأيام المقبلة، بما في ذلك إجراء محادثات مع الميرين السياسيين بالاتحاد الأوروبي  في بروكسل يوم الخميس.

وقال مصدران إن برايان هوك، المسؤول عن ملف إيران بوزارة الخارجية الأميركية، يعتزم الاجتماع مع المديرين السياسيين بالدول الثلاث في باريس في 27 يونيو/حزيران وهو الموعد الذي تقول إيران إنها ستنتهك فيه الاتفاق النووي.

وقد يزور وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا طهران لعقد محادثات بشأن الاتفاق النووي لكن هذا لا يزال مجرد خيار في الوقت الراهن.

قد يهمك أيضًا:

"طالبان" تُرسِل مبعوثًا إلى إيران للتفاوض قبل اللجوء إلى "دعم إقليمي"

روحاني يتوعد بـ"تكثيف" الردود على الضغوط الأميركية ويؤكد عدم رغبته في "الحرب"